تنوي الولايات المتحدة نقل قيادتها الخاصة بإفريقيا أفريكوم إلى قاعدة روتا أقصى جنوب إسبانيا، لتصبح من أهم القواعد الأمريكية في الخارج لاسيما بفضل موقعها الجغرافي في مضيق جبل طارق. وبهذا، يتم التخلي عن احتضان دولة إفيرقية ومنها المغرب هذه القيادة العسكرية.
في هذا الصدد، نقلت الصحافة الإسبانية مؤخرا مخططا للنتاغون بنقل قيادة أفريكوم من المانيا الى قاعدة روتا في إقليم قادش مستقبلا، وذلك في إطار هيكلة تواجد القوات الأمريكية في أوروبا وعدد من مناطق العالم. وبدأ البنتاغون بسحب قوات من العراق وأفغانستان وألمانيا وتوزيعها في مناطق أخرى أو إعادتها إلى الأراضي الأمريكية.
ويوجد مقر أفريكوم “القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا” في ألمانيا، وقد أنشئت سنة 2007 في إطار محاربة الإرهاب،.
وتؤكد “آ بي سي” وجود مفاوضات مع إسبانيا حتى تصبح قاعدة روتا هي مقر أفريكوم، مما يعني استقبالها لآلاف من قوات المارينز وقوات أخرى ولاسيما “الكوماندوهات” الخاصة بالتدخل في مناطق النزاعات وتلك التي تشهد عمليات إرهابية. وعزز البنتاغون من هذه القوات لاسيما بعد الربيع العربي وبعد ظهور حركة بوكو حرام جنوب الصحراء الكبرى.
وعمليا، تحولت روتا إلى أهم القواعد العسكرية في الخارج، فهي مقر دائم للقوات الجوية والبرية والبحرية، وتحتضن سفينتين من سفن الذراع الصاروخي وستصبح أربعة ابتداء من السنة المقبلة. وفي الوقت ذاته، ستصبح مقرا لـ أفريكوم. وهذا يعود إلى الموقع الجغرافي الهام عند المدخل الغربي لمضيق جبل طارق، وهي منطقة تسمح بسهولة التنقل سواء نحو أوروبا أو إفريقيا أو الشرق الأوسط. علاوة على التفاهم الحاصل بين البنتاغون وحكومات مدريد المتعاقبة سواء كانت يسارية أو محافظة يمينية، لكن هذه المرة وجود حزب بوديموس اليساري في الائتلاف الحكومي سيجعل المفاوضات صعبة للغاية.
وحاول البنتاغون في الماضي جعل دولة من دول غرب إفيرقيا مقرا لأفريكوم، وأجرى مباحثات مع الجزائر والمغرب وموريتانيا والسنغال لكنها لم تسفر عن اتخاذ قرار نهائي. وبعد التدخل الفرنسي في مالي والتواجد العسكري هناك لعدد من الدول، فضل البنتاغون إبقاء القيادة العسكرية في أوروبا. كما أن تراجع الإرهاب في إفريقيا، يجعل دور أفريكوم يتراجع لصالح مخطط جديد وهو التدخل إبان الانتفاضات وما يتلوها من تفكك بعض الدول مثل حالة ليبيا.
وكان المغرب من الدول المرشحة لاحتضان أفريكوم، بل وذهبت الصحافة المغربية الى لاحديث عن نقل قاعدة روتا الى المغرب، لكن لم ولن يحدث بحكم استراتيجية روتا في مخططات البنتاغون وتوفرها على بنية لوجيستية كبيرة سواء البحرية أو الجوبة لاحتضان الآلاف من الجنود ومقاتلات وسفن حربية متطورة مثل سفن الذراع الصاروخي.