قوارب الهجرة من فرنسا إلى بريطانيا تخلف غريقا والظاهرة تتفاقم وتنافس مضيق جبل طارق

قارب في عرض بحر المانش

ارتفعت وتيرة قوارب الهجرة من فرنسا إلى بريطانيا عبر بحر المانش مما دفع لندن إلى الاستعانة بالجيش. وهذه الظاهرة التي كانت مقتصرة على المياه الفاصلة بين إفريقيا وأوروبا تخلف ضحايا، حيث غرق شاب سوداني وهو يحاول عبور البحر نحو الأراضي البريطانية، وقد يكون أول الضحايا للهجرة السرية وسط أوروبا.

وتفيد الصحافة الفرنسية بأنه خلال الأيام الماضية أنقذت المصالح الطبية شابا من الموت بعدما نجح في الوصول إلى الشاطئ في منطقة سونغات المطلة على بحر المانش من الجانب الفرنسي. وأخبر السلطات بمحاولته العبور إلى بريطانيا عبر قارب مطاطي من القوارب التي تستعمل في الصيف فلم يصمد القارب وغرق معه صديقه السوداني الجنسية عبد الفتاح ح، الذي لم يكن يتقن السباحة.

وكان يجري الحديث عن غرقى وضحايا الهجرة السرية من فرنسا إلى بريطانيا، لكن هذه أول مرة يتم فيها انتشال جثة مهاجر ويتم التعرف على هويته. وكانت مشاهد انتشال جثث المهاجرين تجري فقط في المياه الفاصلة بين إفريقيا وأوروبا، وأساسا في مضيق جبل طارق منذ أكثر من ثلاثين سنة، ثم ما بين سواحل المغرب وجزر الكناري بل وإفريقيا الغربية وجزر الكناري، وخلال السنوات الأخيرة ما بين سواحل المتوسط من الجزائر حتى مصر نحو الضفة الشمالية للمتوسط، سواحل اليونان وإيطاليا ومالطا.

وتعززت ظاهرة قوارب الهجرة من فرنسا نحو بريطانيا بشكل ملفت خلال عام 2020 لا سيما إبان الحجر الصحي، بعدما كانت منذ ظهورها عام 2016 محدودة التأثير. وعمدت حكومة بوريس جونسون لتعزيز حراسة الشواطئ بالبحرية البريطانية، ونقلت قنوات تلفزيون مثل بي بي سي وسكاي نيوز نقلا مباشرا عمليات عبور المهاجرين، الأمر الذي خلف انتقادات قوية بسبب ما يترتب عن مثل هذه التغطية الإعلامية من ردود فعل منها عنصرية من طرف المدافعين عن البريكسيت.

وتفيد الإحصائيات الفرنسية التي نشرتها الجريدة الرقمية “20 دقيقة” في نسختها الفرنسية بمحاولة أكثر من 4200 مهاجر العبور إلى الأراضي البريطانية خلال الستة أشهر الأولى من 2020. ويجهل كم عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الأراضي البريطانية. وينتمي أغلب المهاجرين الى مستعمرات بريطانيا سابقا، حيث يقومون بعبور أولي من شمال إفريقيا الى أوروبا ومن فرنسا نحو بريطانيا في المرحلة الثانية.

ويطلق اسم الهجرة السرية أو غير القانونية على الهجرة القادمة من سواحل شمال إفريقيا نحو أوروبا، وبمجرد وصول المهاجر إلى أي دولة أوروبية يصبح في وضع شبه قانوني مع سهولة التحرك بسبب فضاء شينغن. لكن بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي توجد حدود، ولهذا تتحول إلى هجرة سرية وسط أوروبا، وهو أمر جديد.

وعموما، بدأ الخط البحري للهجرة السرية بين فرنسا وبريطانيا ينافس الخط الكلاسيكي في مضيق جبل طارق من المغرب نحو إسبانيا. فهذا الأخير سجل نسبة أقل من محاولات الهجرة من بحر المانش. ويسبب هذا الملف في توتر كبير بين باريس ولندن، حيث تطالب الأخيرة الأولى بضرورة مراقبة الشواطئ.

Sign In

Reset Your Password