تعيش الولايات المتحدة منذ أربعة أيام انتفاضة حقيقية للشعب الأمريكي ضد تجبر الشرطة وعنصريتها بعد الحادث المأساوي الذي أودى بحياة المواطن الأسود جورج فلويد، وسيطرت الفوضى في مدينة مينيابوليس وحاصر المئات البيت الأبيض، ويحدث كل هذا رغم انتشار فيروس كورونا في هذا البلد.
وشاهد العالم كيف وضع شرطي أبيض ركبته على عنق مواطن أسود في مينيابوليس منذ أيام، ومات اختناقا، وبعد انتشار شريط الفيديو، تطورت الاحتجاجات من سليمة الى عنيفة، تهز مختلف الولايات من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها.
وفي مينيابوليس بولاية مينيسوتا شمال البلاد لتي شهدت حادث مقتل المواطن انتهك الآلاف من المحتجين حظرا للتجول وتجمعوا في الشوارع حول مراكز الشرطة وأضرموا النار فيها.
وفي مدينة جورجيا، أعلن حاكم الولايات حظر التجوال وحالة الطوارئ بعدما خرج الآلاف من الناس للتنديد بالجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها جورج فليد، وعمليا، امتدت التظاهرات الى مختلف المدن الكبرى مثل واشنطن التي حاول فيها المتظاهرون محاصرة البيت الأبيض ونيويورك التي اندلعت مواجهات في بروكلين وفي لوس أنجلس وبوسطن وفونيكس وأوماها ودلاس وعشرات المدن الأخرى.
ولم تعد شرائح كبيرة من الشعب الأمريكي تعبأ بخطر كورونا فيروس، ونزلوا للشوارع في محاولة منهم وضع حد لجرائم الشرطة التي تجبرت بشكل عنيف خلال السنوات الأخيرة لاسيما مع وصول دونالد ترامب الى الرئاسة، حيث ارتفعت نسبة عمليات القتل غير المبررة التي بتكرارها راكمت حب الانتقام في نفسية شريحة من الأمريكيين وخاصة من أصول إفريقية. ويوجد تخوف حقيقي وسط بعض قادة البلاد بسبب ردود فعل انتقامية نظرا لانتشار السلاح وسط المواطنين. ونزل الحرس الوطني وهو قوات عسكرية خاصة بالولايات لمساعدة الشرطة في عدد من المدن وخاصة في ولاية منيسوتا التي كانت مسرحا لوفاة فلويد، لكن الأمور تسير نحو الأسوأ وقد يضطر الجيش الى الانتشار في المدن، وقد أعلن البنتاغون فجر اليوم نيته إرسال 350 من قوات الشرطة العسكرية الى مينيابوليس.