توفي الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي ورئيس الحكومة وأحد رواد الحركة الوطنية عبد الرحمان اليوسفي، وبرحيله يفقد الوطن أحد الوجوه البارزة التي عملت من أجل الحرية والديمقراطية في هذا الوطن. ونشرت الخبر مواقع لأعضاء من الاتحاد الاشتراكي في وسائل التواصل الاجتماعي.
وولد عبد الرحمان اليوسفي في مدينة طنجة سنة 1924، وانخرط وهو ابن العشرين في تنظيم الحركة العمالية في مدينة الدار البيضاء ثم تنظيم المقاومة المغربية ضد الاستعمار منذ نهاية الأربعينات حتى الاستقلال أواسط الخمسينات. وخلال سنة 1959، أسس رفقة المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد والمحجوب الصديق الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي انصل عن حزب الاستقلال.
وتميزت السنوات ما بين أواخر الستينات الى سنة 1980 بصراع مرير بين حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ولاحقا الاتحاد الاشتراكي مع النظام القائم، وتعرض اليوسفي على إثره لاضطهاد بوليسي وقضائي تعد الملاحقة والأحكام الصادرة في حقه شاهدة على هذا المسار الصعب.
في هذا الصدد، تم اعتقال اليوسفي رفقة محمد البصري أحد قادة جيش التحرير بتهمة التحريض على العنف والنيل من الاستقرار ثم أفرج عنه. وعاد ليعرف الاعتقال سنة 1963 مع جميع ا‘ضاء اللجنة الإدارية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وصدر عليه السجن سنتين، وانتقل سنة 1965 الى باريس للإدلاء بشهادته في اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بن بركة. وتعرض لمحاكمات غيابية لاحقا قبل عودته الى المغرب سنة 1980. وكان ممثل الاتحاد الاشتراكي في الخارج بعد تأسيسه سنة 1975 وانشقاقه عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
وبعد رحيل عبد الرحيم بوعبيد، شغل عبد الرحمان اليوسفي الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي سنة 1992، وبعد مفاوضات عسيرة امتدت سنوات، تولى عبد الرحمان اليوسفي منصب الوزير الأول سنة 1998 فيما يسمى حكومة التناوب التي كان تم الرهان عليها كمدخل نحو الانتقال الديمقراطي. وبقي في المنصب حتى أكتوبر 2002 عندما تخلى النظام على المنهجية المتفق عليها وقتها وهي اختيار الوزير الأول من الحزب الفائز وفضل تعيين وزير أول من خارج الأحزاب، إدريس جطو.
ويعد عبد الرحمان اليوسفي آخر رواد الحركة الوطنية الذين يودعون المغرب حيث كان حلقة وصل بين عدد من الأجيال السياسية التي شهدها المغرب منذ نهاية الأربعينات ال رحيله خلال مايو 2020.