تعتبر السياحة المغربية ركيزة هامة من ركائز الاقتصاد المغربي، وتسببت كورونا فيروس في شبه انهيار للقطاع مثل باقي الدول، وهناك قلق كبير وسط المهنيين والمستثمرين، وقد يتطلب الأمر سنتين على الأقل لاستعادة المستوى المتوسط للسياحة في حالة ما إذا لم تكن هناك موجة جديدة من هذا الفيروس.
وتوقفت السياحة في العالم بأكمله نتيجة انتشار كورونا فيروس في كل دول العالم، وتعد السياحة المغربية من القطاعات الأكثر تضررا لاسيما وأن قطاعات أخرى مرتبطة بها مثل الصناعة التقليدية والمطاعم والنقل. وتساهم السياحة بشكل مباشر في الإنتاج القومي الخام بما يفوق 7%، وعند احتساب نشاط القطاعات المرتبطة بها يصل الى 12%. ويعود تضرر السياحة المغربية إلى عاملين وسيكونان حاسمين في مدى استعادة عافيتها.
ويتعلق العامل الأول بتعرض دول أوروبا وخاصة إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا الى موجة قوية من فيروس كورونا، وهذه الدول هي مصدر السياحة الرئيسي نحو المغرب. فقد تضررت الطبقة المتوسطة التي تعد عماد السياحة المغربية. في الوقت ذاته، يفكر الأوروبيون في تجميد رحلاتهم سواء بسبب الأزم الاقتصادية أو بتوصية من حكوماتهم، إذ حل شهر مايو ومازال الحجر الصحي في معظم الدول الأوروبية وستمتد حالة الطوارئ.
والعامل الثاني هو المؤشرات التي تلوح بعدم زيارة المغاربة المقيمين في أوروبا الى أرض الوطن بسبب المشاكل الاقتصادية وعدم وجود معلومات كافية حول متى سيفتح المغرب الحدود. وكل المصادر التي استشارتها ألف بوست وسط نشطاء الهجرة في مختلف الدول الأوروبية يؤكدون تردد كبير لزيارة المغرب هذه السنة.
وكانت دراسة لشركة ديلويت الدولية قد قامت بتقدير يعتقد في استعادة السياحة المغربية لعافيتها سيكون خلال شهر فبراير من السنة المقبلة، وهو التقدير نفسه الذي قدمته لعدد من الدول ومنها اسبانيا. لكن هناك عائق رئيسي وهو التخوف من موجة ثانية من الفيروس من جهة، ومستوى البطالة في أوروبا من جهة أخرى ومنها في صفوف الجالية المغربية التي يتم اعتبار أفرادها سياحا عند زيارتهم للمغرب.