نفت سفارة اسبانيا في بيان لها الخميس من الأسبوع الجاري مصادرتها للأدوية التي كانت موجهة الى المغرب لكن في الوقت نفسه ارتكبت أخطاء فادحة ومنها تجنب الرد على جريدة الموندو التي كانت مصدر الخبر وركزت على المغربية، وتعترف بحق اسبانيا تأجيل الشحنات بموجب مرسوم صادرت عليه مؤخرا.
وكانت جريدة الموندو قد كتبت الأربعاء من الأسبوع الجاري كيف عملت اسبانيا على مصادرة كميات من الأدوية كانت موجهة الى عدد من الدول منها في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وجنوب إفريقيا والمغرب، وأقدمت على هذا العمل بموجب مرسوم نشرته يوم 24 مارس الماضي ينص على تأجيل صادرات الدواء حتى التأكد من وجود احتياطي كاف خلال هذه الأزمة التي تمر منها اسبانيا والعالم. وكان من جراء هذا القرار مصادرة وتأجيل شحنات أدوية الى المغرب قرابة أسبوعين.
والمثير في الأمر هو نفي السفارة للأحداث التي تناولتها جريدة الموندو وأرادت فقط التركيز على الصحافة المغربية والعربية التي تناولت الخبر نقلا عن الموندو. والتساؤل: لماذا لم تكذّب السفارة جريدة الموندو وترسل لها البيان؟ لماذا لم ترسل السفارة البيان الى وكالة الأنباء الإسبانية وركزت على وكالة المغرب العربي للأنباء؟ في الوقت نفسه، لماذا التزمت وزارة الصحة والوكالة الإسبانية للأدوية الصمت دون الرد على الصحافة الإسبانية ومنها الموندو التي نشرت الخبر. في الوقت ذاته، لأول مرة في تاريخ السفارة ترسل بيانا الى وكالة المغرب العربي للأنباء ولا تنشره الى مكتب وكالة الأنباء الإسبانية في الرباط، وهي سابقة مثيرة من نوعها.
ورغم محاولة البيان النفي، فإن البيان يتضمن فقرات تقول ما يلي سجل المصدر نفسه أنه “في إسبانيا، كما في باقي البلدان، في ظل الحاجة الماسة إلى الأدوية، فإن الوكالة الإسبانية للأدوية يمكنها أن تفحص وتحجز، بشكل مؤقت، دفعات الأدوية الموجهة للتصدير من أجل تحليل إن كانت تستجيب للمعايير الجاري بها العمل“. وأضاف المصدر أنه “في الحالة المحددة للمملكة المغربية، وكباقي الدول الأخرى، تم تطبيق الإجراء ذاته على الدفعات الثلاث المشار إليها“، مشددا على أنه بعد التحقق من ملاءمة الأدوية للمعايير السارية “تم الترخيص لكل الدفعات بالتصدير نحو المغرب“. وهذا يعني تأجيل الشحنات ومصادرتها مؤقتا، هل تنفي سفارة اسبانيا تأجيل الشحنات الى المغرب؟
وأقدمت عدد من الدول على مصادرة الأدوية والمعدات التي تنتجها، وهذا ما فعلته تركيا وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة وهولندا وحتى اسبانيا في حالة المغرب وباقي الدول.