مفارقات كورونا فيروس الجيوسياسية: أوروبا تخرق العقوبات الأمريكية تجاه إيران والصومال تبعث بأطباء الى إيطاليا وطائرة روسية تصل نيويورك بمعدات

صورة تعبر عن التعاون لهزم كورونا فيروس/فورينر بوليسي

يحمل الوباء العالمي كورونا فيروس تغييرات مفاجئة في العلاقات الجيوسياسية، فقد خرقت فرنسا وبريطانيا والمانيا العقوبات الأمريكية ضد إيران وبعثت بمواد طبية الى هذا البلد. وفي خطوة أخرى قد تكون أكثر مفاجئة هي إرسال روسيا طائرة محملة بالمعدات الطبية والإنسانية الى الولايات المتحدة المرشحة الى التحول الى بؤرة هذا الفيروس.

في هذا الصدد، أكدت دبلوماسية برلين في بيان لها ليلة الثلاثاء على اتفاق فرنسا وبريطانيا والمانيا على بدء العمل بنظام إنستيكسالذي يتحايل على العقوبات الأمريكية والذي كان قد جرى إعتماده بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي. ويؤكد البيان بدء إرسال شحنات من المواد الطبية بقيمة 500 ألف يورو تحتاجها إيران. ورغم أنه لم يجر ذكر مواجهة كورونا فيروس لاسيما وأن هذه المواد مبرمجة منذ نوفمبر الماضي، تؤكد البايس أن كورونا فيروس قام بتسريع التصدير. وتعد إيران من الدول التي تعاني كثيرا من هذا الوباء العالمي فهي الخامسة في الترتيب الدولي بعد الولايات المتحدة ,إيطاليا واسبانيا والصين.

واعتمدت الدول الثلاث الآلية المالية المعروفة ب آلية دعم المبادلات التجارية” “أنستيكسINSTEX وهي شركة أوروبية أسستها الدول الثلاث ومقرها في باريس تتولى التصدير والاستيراد من إيران دون استعمال الدولار لتجنب العقوبات الأمريكية ولكي تحافظ على دعم الاتفاق النووي الموقع مع إيران. وفي المقابل، أنشأت إيران شركة مماثلة معروفة بحروفها اللاتينية STFI . ويتجلى عمل هذه التقنية في تصدير شركات أوروبية الى إيران بدون مقابل مالي، وعندما ترغب شركة أوروبية أخرى استيراد بضائع من إيران تقوم بالدفع الى الشركة الأوروبية.

وتعد عملية التصدير الأولى رمزية فقط لأنه لم يتضمن صفقة كبيرة، ولكن الدول الثلاث وخاصة برلين وباريس مصرة على تطويره، كما نشرت لوموند. ومن المحتمل تطوير هذه التقنية التجارية نظرا للأوضاع الدولية التي نتجت عن الوباء العالمي كورونا فيروس.

وفي خطوة أخرى تكسر الأعراف التي تحكمت في العلاقات الجيوسياسية حتى الأسابيع الأخيرة، أعلن الموقع الإخباري الرقمي سبوتنيكإرسال وزراة الدفاع الروسية لطائرة من نوع إن 100-124محملة بالمعدات الطبية الى الولايات المتحدة. وتضم الشحنة كمامات طبية وآلات التنفس الاصطناعي التي تعاني الولايات من غيابها.

وهذه هي المرة الثانية التي يتوجه فيها الطيران العسكري الروسي الى دولة غربية لتقديم مساعدات حول كورونا فيروس. وكانت المرة الأولى الى إيطاليا، حيث وصلت 15 طائرة عسكرية وقرابة مائة من فرق التعقيم والأطباء الكبار المتخصصين في الفيروسات. وتعد روسيا هي ثالث دولة تقدم مساعدات هامة الى إيطاليا بعد كل من الصين والفرق الطبية الكوبية. وسجلت إيطاليا أعلى نسبة من الوفيات بسبب كورونا فيروس بقرابة 13 ألف، وما يفوق 110 ألف من المصابين.

ولعل من الأخبار المثيرة التي تؤكد كيف يقلب الفيروس العلاقات الدولية بل ويتسبب في مظاهر إنسانية هو قرار الصومال إرسال 14 طبيبا الى إيطاليا. ونقلت الجريدة الإيطالية نابوليتانnapolitan”، أن مجموعة من الأطباء والمتخصصين الصوماليين من جامعة مقديشو الوطنية تستعد للسفر لدعم الأطباء الإيطاليين. ونقل على لسان هؤلاء الأطباء قولهم: “عقب سنوات عديدة، التقى 14 شخصا منا في مقديشو، للترويج للمبادرات الطبية والاجتماعية. وخلال اجتماعنا اليوم تذكرنا بحنان معلمينا في ذلك الوقت، وكان جلهم تقريبا من الجنسية الإيطالية والذين قدموا من أجزاء مختلفة من شبه الجزيرة“.وتعد الصومال من الدول الفقيرة، ولم تسجل حالات مقلقة بكورونا فيروس، ورغم هشاشة نظامها، يرغب الأطباء الصوماليون مساعدة إيطاليا.

Sign In

Reset Your Password