على الرغم من أن اسبانيا تعتبر من الدول الأكثر تضررا من الوباء العالمي كورونا فيروس بعدما اقترب عدد المصابين من 18 ألف وعدد الوفيات من 800، لا يتخلى الإسبان عن سياسة النقد والمحاسبة، ولاسيما تجاه المؤسسة الملكية بعد ضلوع الملك الأب خوان كارلوس في عملية فاسد ضخمة نتيجة توصله بمائة مليون دولار من السعودية.
في هذا الصدد، لا تتوقف الحياة السياسية وخاصة النقد تجاه السلطات وعلى رأسها رغبة بعض الأحزاب والرأي العام بالمطالبة بفتح تحقيق حول ارتفاع القطاع الخاص في قطاع الصحة على حساب القطاع العام خلال العقدين الأخيرين. لكن التطور الأبرز هو ما حدث خلال خطاب الملك فيلبي السادس الى الشعب ليلة الأربعاء. فقد توجه الملك الى الشعب في الساعة التاسعة ليلا بخطاب الى الشعب الإسباني على غرار باقي الزعماء الأوروبيين، حيث طالب بالوحدة والتشبث بالأمل للانتصار في المعركة على كورونا فيروس.
والواقع أن الخطاب جاء في أسوأ مرحلة تمر منها المؤسسة الملكية جراء تورط الملك الأب خوان كارلوس في التوصل بمائة مليون دولار كرشاوي ووساطة من طرف العربية السعودية جراء صفقة القطارات السريعة التي نفذتها شركة اسبانيا ما بين مكة والمدينة. وتبين أن الملك الحالي يعتبر المستفيد الأول من هذه الأموال التي جرى تبييضها في مؤسستين بحسابات في بنما وسويسرا في حالة وفاة والده.
ورغم صدور بيان ملكي منذ أربعة أيام يتبرأ فيه الملك الحالي فيلبي السادس من إرث والده الملك الأب خوان كارلوس، إلا أن جزء هاما من الرأي العام وبعض الأحزاب تطالب بالمحاسبة. ومن أبرز ردود الفعل، بينما يلقي الملك بخطابه ليلة الأربعاء، كان عدد من المواطنين في مختلف مناطق البلاد وخاصة بلد الباسك وكتالونيا وفالينسيا يحتجون من شرفات المنازل بضرب الأواني وإحداث ضجيج قوي. في الوقت ذاته، طالب عدد من الإسبان مصادرةتلك الأموال لصالح وزارة الصحة.
وكان حزب بوديموس المشارك في الائتلاف الحكومي قاسيا في انتقاده للملك متهما إياه بمحاولة استغلال كورونا فيروس للتستر على فضائح والده وعلامات الاستفهام حول استفادته من الإرث وفرضية تراجعه بعد انفضاح الأمر. وقال نائب رئيس الحكومة بابلو إغلسياس في تصريحات للصحافة الخميس من الأسبوع الجاري أن موقفه من الملكية معروف ومن الفساد معروف.في إشارة الى موقفه المدافع عن الجمهورية وعن ضرورة تأسيس تشكيل لجنة تحقيق.
وأوردت وكالة أوروبا برس خبر تسجيل خمسة أحزاب قومية من كتالونيا وبلد الباسك وفالينسيا وغالسيا يوم الخميس طلبا في البرلمان لتشكيل لجنة تحقيق في رشاوي السعودية التي جرى منحها الى الملك الأب خوان كارلوس ووضعها في مؤسسات في اسم عشقيتهع السابقة كورينا. وكانت المفاجأة أن هذه الأخيرة كشفت أمس عن لقاء سري في لندن مع الملك الأب للتفاهم حول مستقبل هذه الأموال في ظل التحقيق القضائي المفتوح في سويسرا واسبانيا. وترغب هذه الأحزاب في ضرورة أن يشمل التحقيق كل أعضاء المؤسسة الملكية. وكانت أحزاب سياسية ومنها بوديموس المشارك في لاائتلاف الحكومي قد سجل منذ أكثر من 10 ايام طلبا، وجرى رفضه في البرلمان من طرف الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي، لكن الآن وبعد ظهور معطيات جديدة يسود الاعتقاد في استدعاء القضاء للملك الأب خوان كارلوس واحتمال كبير بتأسيس لجنة برلمانية لفتح ملفات رشاوي السعودية للملك وآخرين.