سجل المغرب 63 حالة من كورونا فيروس، وهو مقلق للغاية ويتطلب رفع إجراءات الوقاية بشكل كبير للغاية بحكم أن دولا سجلت ما بين اليوم الأول ومرور 17 يوميا أرقاما أقل من المغرب قبل أن ينفجر الفيروس بشكل مرعب مثل حالة اسبانيا. وهذا قد يجر السلطات الى التشدد بشكل حديدي بشأن إجراءات المراقبة في المدن خلال الأيام المقبلة.
ويؤكد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الخميس من الأسبوع الجاري أن الوضع الوبائي في المغرب متحكم فيه ويوجد في مرحلته الأولى لكن لا يمكن التكهن بالمستقبل نظرا لخطورة الفيروس واحتمال انفلاته من السيطرة عبر الانتشار الواسع.
في هذا الصدد،تفيد المقارنة في الوعي بالخطر والتكهن. وعليه، ظهرت أول حالة في المغرب يوم 2 مارس الجاري، وبعد مرور 17 يوميا وصل العدد الى 63، وهذا الرقم قد يبدو ضعيفا مقارنة مع الأرقام المرعبة الآتية من دول أخرى مثل اسبانيا وإيطاليا وفرنسا بل حتى عربية مثل قطر. والكويت.
ومن باب المقارنة مع اسبانيا المجاورة للمغرب، فقد سجلت أول حالة يوم 31 يناير الماضي، وبعد مرور 17 يوما بلغت أربع حالات فقط، وبعد مرور شهر قرابة شهر كامل يوم27 فبراير كان العدد هو 59 حالة، يومي فاتح مارس كانت 105 وفاة واحدة وبعدها بدأت الحالات ترتفع تدريجياالى قرابة 18 ألف اليوم و767 من الوفيات اليوم الخميس.
ويختلف نسبيا الوضع بين المغرب واسبانيا بحكم وجود اسبانيا وسط الاتحاد الأوروبي ونسبة عالية من السياح وكذلك تحرك المواطنين علاوة على حدود بحرية وبرية وجوية مفتوحة مع كل الدول الأعضاء ومنها إيطاليا بؤرة الفيروس في القارة الأوروبية وحاليا في العالم.
ولعل من العوامل التي تحمي المغرب هو عدم توفر معظم المدن المغربية على مطارات لاستقبال السياح الأجانب، علاوة على أن حركة المواطنين المغاربة بين المدن هي أقل بكثير مقارنة مع اسبانيا التي تتميز باقتصاد أكبر من المغرب 15 مرة، وبالتالي يتحرك المواطنون أكثر بين المدن.
ودائما في إطار المقارنة ومع دولة تجمعها الكثير من الخصائص وهي الجزائر علما أن المغرب أكثر انفتاحا منها على أروبا وخاصة السياحة. فقد سجلت الجزائر أول حالة لها يوم 25 فبراير الماضي، ويوم 2 مارس الجاري كان العدد هو أربع، وهي حالات وافدة مثل الحالات الأولى في المغرب. وبلغ العدد يومه الخميس 19 مارس الجاري 84 حالة.
وعليه، الوضع في المغرب مقلق، ويوجد في المرحلة الأولى، وفق المعطيات حول الانتشار كل حالة واحدة قد تعني وجود عشر حالات أخرى وسط المجتمع، ويمكن التقدير أن هناك 600 غير مرصودة حتى الآن. وإذا نجح المغرب في الإبقاء على الرقم دون 600 خلال الثلاثة أسابيع المقبلة، هذا يعني أنه قد يسيطر نسبيا على انتشار الفيروس لاسيما وأن المدن الكبرى مثل الدار البيضاء ومراكش وفاس وطنجة لم تسجل حالات مقلقة.
وأمام هشاشة النظام الصحي المغربي، يبقى الحل الوحيد للمغرب هو الرهان على الإجراءات الوقائية الصارمة والحديدية بما فيها قوة القانون مع المخالفين مثل حالة اسبانيا بهدف تجنيب البلاد كارثة حقيقية. ولهذا، ينتظر التشدد في الإجراءات ابتداء من الجمعة من الأسبوع الجاري.