يتابع الرأي العام المغربي ظواهر مثيرة تعيشها البلاد سياسيا واجتماعيا من خلال برزو نماذج في الحياة العامة وآخرها الإخوان أبو زعيتر الذين أصبحوا يتوفرون على سلطات لا أحد يدري مصدرها الى مستوى التزام الشرطة والقضاء الصمت تجاه تصرفاتهم.
في هذا الصدد، تابع الرأي العام المغربي باستغراب كبير كيف تجندت الشرطة للبحث عن كلب أو زعيتر في مدينة سلا منذ أسبوع، وما رافق ذلك من تهكم وتحسر على المستوى الذي بلغت إليه الدولة حتى أن الناس تريد أن تجعل من الحدث “سنة الكلب” تأريخا للتردي الذي لحق الوطن. وكيف انتقل الخبر الى وسائل إعلام دولية لتسخر الأمم من الحادث.
وتداول الناس منذ يومين قضية اقتحام أبو زعيتر قسم المستعجلات في مسشتفى العاصمة الرباط في زيارة يفترض أنها تفتيشية وتفقدية حيث تهجم على الأطباء والممرضين. وتجهل الصفة التي تقدم بها أبو زعيتر للقيام بهذه المهمة وهو الذي يعرف عنه أنه لم يدخل الجامعة فبالأحرى دراسة الطب. وسألت الزميلة كود وزير الصحة عن اقتحام أبو زعيتر للمستشفى فتلعثم وتجنب الجواب وكأن الصحفي تحدث معه بلغة غريبة تعود الى ما قبل العهد الحجري. وهذا يجرنا الى التساؤل عن نوعية خنوع بعض الوزراء وجبنهم.
ويتداول الرأي العام كيف أصبح يقام ويقعد للأشقاء أبو زعيتر في المغرب، وكيف يسافرون في في طائرات خاصة والاستحواذ على القاعة الشرفية في المطارات، علما أن ما يحمله أحدهم من لقب بطولة العالم ، وبدون تبخيس، لا يصل حتى 5% من قيمة أبطال حقيقيين أمثال سعيد عويطة وهشام الكروج.
وسط هذه التصرفات الطائشة التي تمس الدولة المغربية وتقزمها، التساؤل الذي يتبادر الى الذهن، لماذا لم تتحرك الشرطة لاعتقال المعني بالأمر عند اقتحامه المستشفى بدون صفة؟ ولمذا يتحرك القضاء لفتح تحقيق في الأمر؟ لماذا هذا الجبن الذي سيطر على مسؤولي هذه المؤسسات؟
ويتابع الرأي العام المغربي هذه الأيام كيف يحقق القضاء الإسباني ليس فقط مع نافذين بل مع الملك خوان كارلوس نفسه في تبييض الأموال وخرق القانون، وكيف تطالب أحزاب في البرلمان بلجنة تحقيق. يحدث هذا في اسبانيا، بينما من أوكلت لهم مهام الحفاظ علىهيبة الدولة من أمن والقضاء يقفون مشلولين أمام ظواهر تمس سمعة البلاد ومنها حالة أبو زعيتر وسابقا السفير الجعايدي وحالات كثيرة.
وأخيرا، لماذا لم تصدر الشرطة بيانا في الموضوع وهي المعروفة ببياناتها الكثيرة؟ لماذا لا تتحرك النيابة العامة وتصدر بيانا في الموضوع.؟ من أين يستمد أبو زعيتر هذه السلطة وهو الذي لا منصب له وكأن البلاد تحولت الى دولة الرسوم المتحركة؟
افتتاحية: في اسبانيا يتم التحقيق مع الملك وفي المغرب القضاء والشرطة يصمتان أمام أبو زعيتر
أبو زعيتر