أغنية عاش الشعب تتجاوز سبعة مليون في ظرف 6 أيام وتتفوق على كل أشرطة موازين في يوتوب

الثلاثي لزعر والكناوي وولد لكريا

تجاوزت أغنية “عاش الشعب” للثلاثي لزعر وولد لكريا والكناوي حاجز سبعة ملايين مشاهدة في ظرف خمسة أيام فقط في يوتوب، وهو رقم قياسي لم يسبق أن سجلته أي أغنية خاصة ذات مضمون سياسي واجتماعي بجرأة قياسية. وانتقد ولد لكرية الصحفيين الفاسدين خاصة أولئك الذين وصفهوه بالشمكار.

ونزلت الأغنية الى اليوتوب مساء الثلاثاء والى غاية صباح الاثنين 4 نوفمبر الجاري تجاوزت سبعة ملايين وقد تصل الى عشرة ملايين خلال أيام معدودة. وهذا رقم قياسي بامتياز بحكم أنه لم يتم الترويج للأغنية في شبكات خاصة تتطلب مصاريف مالية مثلما يفعل الكثير من المغنيين العرب والمغاربة منهم. وسجلت الأغنية قرابة 70 ألف تعليق الغالبية الكبرى إيجابية وتصفق للأغنية، وقرابة نصف مليون إشارة إيجابية مقابل عشرة آلاف سلبية فقط (ليلة الأحد).

وتقف عوامل متعددة وراء نجاح هذه الأغنية وأغلبها ذات طابع سياسي ونوعية المغنيين الثلاثة الذين قاموا بتلحين وكتابة كلمات “عاش الشعب”، وهو لزعر والكناوي وولد لكريا. وعلى رأس هذه العوامل هناك الكلمات الجريئة في الإشارة الى المسؤولين عن الأزمة من ملكية ورئاسة حكومة وأحزاب سياسية، ويضاف الى هذا، وصف دقيق لواقع المقهورين في المغرب وأسباب الأزمة من نهب واختلاس وقمع، ثم محاولة التحدث باسم مختلف الشرائح التي تعاني في هذا البلد.

وتخلف الأغنية جدلا ثقافيا وسياسيا كبيرا، وتصفق الأغلبية لأغنية “عاش الشعب”، وهو عنوان يحمل رمزية ذات دلالة قوية في وقت ارتفعت فيه الفوارق الطبقية بشكل صارخ، حيث يعتبرها الكثيرون صرخة في وجه الظلم ويجعلون من مبدعيها أبطالا. وفريق ويشكل الأقلية ينتقد هذا الثلاثي ويحاول التقليل من شأنهم السياسي والثقافي  بل ويقوم بتبخيسهم اجتماعيا بسبب انتمائهم الطبقي ويضعهم في خانة آفات اجتماعية شهدا المغرب مؤخرا واستعمرت يوتوب بشكل متعمد وبتشجع من الجهات التي ترغب في التحكم وتوجيه وإلهاء في الرأي العام.

وتعددت التعليقات ومنها من يصف الشريط بنشيد المقهورين، ومن يعتبر كلماته مختارة بعناية وهي تلخيص وبجرأة لمختلف الخطابات السياسية الصادقة المنتقدة للوضع. وفي تعليق ظريف كتب ناشط “كل أشرطة مغنيي موازين التي جرى نشرها في يوتوب لا تتجاوز الستة ملايين، بينما عاش الشعب تصل الى سبعة ملايين وقد تتجاوز العشرة منتصف الأسبوع”.

هذه الأغنية الجريئة تنتمي الى نوعية الراب النضالي الذي يعكس آلام ومعاناة الشعوب، وهي استمرار لأغاني شهدها المشهد الثقافي والفني المغربي خلال العشر سنوات الأخيرة، وهي مختلفة ومتناقضة عن الراب الذي تروج له جهات معينة وتموله بعض الفنانين وتحاول أن تجعل منهم نجوما.

وفي الوقت ذاته، هذه الأغنية الملتزمة هي امتداد لظاهرة الرفض الجماعي الذي باتت تتفاقم في المغرب تجاه الظلم ومن أبرز مظاهرها الأغاني في ملاعب كرة القدم التي تندد بالظلم والحكرة والتشرميل السياسي. ويعتبر جمهور الرجاء البيضاوي مؤسس هذه الظاهرة الملفتة سياسيا واجتماعيا وثقافيا.

عاش الشعب أغنية من صميم الواقع المغربي الذي لم يعد يستحمل الفساد والترهيب والقمع، وهي التي تقلو في كلماتها “ما ادي يكفيكم معنا لا ترهيب لا قرطاس…إذا كنتي مقدش تحس بهضرتي تنحى وزول”. لهذا وجدت الأغنية إقبالا كبيرا من طرف المغاربة وخاصة الشباب وحققت أرقاما قياسية كبيرة ومدهشة في اليوتوب، إذ حققت في ظرف 48 ساعة قرابة مليوني مشاهدة،

وظهر ولد لكرية في شريط فيديو في يوتوب وكذلك لزعر يدافعان عن الأغنية ويؤكدان عدم تراجعهما على مضمون هذه الأغنية، وقال ولد لكرية أنه فخور بهذه الأغنية، وانتقد الصحفيين الفاسدين الذين وصفوه بالشمكار. ومن جانبهن قال لزعر “ليعتقلوني إذا أرادوا، فنحن فداء هذا الشعب المقهور”. واعتقلت الشرطة المغني الثالث وهو الكناوي بتهمة يفترض أنها لا علاقة لها بالأغنية، لكن تزامن الاعتقال والأغنية يترك مساحات كبيرة للشك.

Sign In

Reset Your Password