إدراك لندن عدم مجاراة طهران عسكريا في الخليج العربي وراء الافراج عن غريس 1 في جبل طارق

حاملة النفط غريس 1 الإيرانية

قرر القضاء في صخرة جبل طارق، المستعمرة البريطانية الإفراج عن حاملة النفط الإيرانية غريس 1 الخميس من الأسبوع الجاري، وذلك بعد احتجاز تجاوز الشهر وأزمة مقلقة تعارضت والقانون الدولي، لكن ثلاث عناصر بين بيئية وعسكرية كانت كافية لدفع لندن الى التخلي عن سياسة التوتر مع طهران.

وترى أوساط تابعة للاتحاد الأوروبي لجريدة القدس العربي أن بريطانيا خرقت قانون البحار باعتراضها حاملة النفط الإيرانية، ولهذا لم تسايرها كبريات العواصم الأوروبية مثل باريس وبرلين ومدريد وبروكسيل في هذه الأزمة، ورفضت الانخراط في أي قوة عسكرية دولية تخدم أجندة الرئيس دونالد ترامب. ووجدت لندن نفسها وحيدة بدون دعم سياسي لاسيما وأن الأوروبيين كانوا واضحين لا يمكن لبريطانيا التي تهدد وحدة الاتحاد الأوروبي من خلال تطبيق البريكسيت أن تحظى بدعم أوروبي يصر بمصالح القارة العجوز.

في الوقت ذاته، أدركت بريطانيا أنها جعلت من صخرة جبل طارق رهينة لحاملة النفط غريس 1، فهذه الأخيرة تحمل 12 مليون برميل نفط، وبقاءها محتجزة في الميناء قد يجعل هذه الكمية من النفط تتسرب، ووقتها ستكون أكبر خسارة بيئية. وكتبت جريدة الباييس الجمعة عن هذه القنبلة البيئية التي أقلقت كثبرا اسبانيا بشكل مرعب.

أما العنصر الحاسم هو العسكري، يتجلى في إدراك لندن أنها لن تستطيع مجاراة طهران في هذه الحرب، فهي لا تتوفر على السفن الحربية الكافية لضمان أمن السفن التي تحمل العلم البريطاني وتمر من الخليج العربي ومضيق هرمز. وعليه، كل عملية مرافقة للسفن التجارية يشكل احتمال انفجار الأوضاع بسبب كثرة الزوارق العسكرية الإيرانية. في الوقت ذاته، كان إعلان واشنطن حماية السفن التي تحمل العلم الأمريكي فقط دون غيرها بمثابة طعنة في الظهر. إذ لم يسبق لواشنطن أن اتخذت قرارا مماثلا منذ الحرب العالمية الثانية لأنها تعتبر نفسها حامية التجارة في العالم. ومن أغرب القرارات هو كيف تسببت واشنطن في أزمة الخليج بينما لم ترسل ولا حاملة طائرات واحدة الى الخليج العربي وتكتفي بواحدة وهي أبرهام لنكولن في بحر العرب.

Sign In

Reset Your Password