افتتاحية: كان على الدولة المغربية اللجوء الى الجيش في مأساة إيجوكاك وإبداء تعاطف

يتابع الرأي العام بحسرة وألم الحادث المأساوي في “إيجوكاك” بإقليم الحوز جنوب البلاد الي وقع الأربعاء من الأسبوع الجاري نتيجة انهيار التربة  وتغطيتها لحافلة صغيرة كان على متنها مواطنون، حيث جرى انتشال 16 جثة .

والى جانب التضامن وتقديم التعازي لعائلات الضحايا والى الشعب المغربي، يطرح هذا الحادث المأساوي العديد من التساؤلات والملاحظات الواقعية لأن مثل هذه المناسبات الأليمة تكون مناسبة كذلك لتقييم عمل الدولة لفهم تصورها لعمليات الإنقاذ السريع والقيمة التي تمنحها للمواطن.

في هذا الصدد، تعاملت الدولة ببرودة شديدة مع الحادث وكأن الأمر يتعلق بحادث مأساوي بسيط فيه جريح أو جريحين، إذ لم يشاهد الرأي العام خلية استثنائية للحكومة، ولم يشاهد تصريحات لمختلف المسؤولين الذين يمثلون الدولة، ولم يحضر الى عين المكان أي وزير أو مسؤول آخر للوقوف على عمليات التنقيب وانتشال الضحايا.

وكتب الكثير من المغاربة في شبكات التواصل الاجتماعي تساؤلا: لو كان الضحايا من الأجانب؟ سؤال مشروع بحكم المقارنة بين تصرف الدولة عندما يتعلق الأمر بالأجانب وعندما يتعلق الأمر بمواطنين، وردد السؤال بحسرة وألم شاب فقد أمه وأبيه في هذه الفاجعة.

ومن باب المقارنة، عندما تحدث مآسي جماعية مثل هذه في دول تحترم مواطنيها، ولنأخذ اسبانيا، مثلا، تعلن شبه حالة استثناء في موارد الدولة لعملية الإنقاذ، ويظهر المسؤولون من الملك الى آخر وزير لإبداء التضامن، وكل هذا ليشعر المواطن بأنه يتمتع بقيمة لدى الدولة التي تمثله وتشرف على أموره.

وعلاقة بعمليات الانتشال، عندما تقع مآسي من هذا النوع ويتطلب الأمر التحرك بسرعة واستعمال آليات ضخمة، عادة ما يتدخل الجيش، لسببين، الأول وهو توفره على اللوجستيك الكافي خاصة الانتقال جوا وحمل آليات الى مكان الحادث لاسيما إذا كان طريق الوصول صعبا، وثانيا يكون التدخل بمثابة مناورات لمواجهة حالة الطوارئ الناتجة عن مآسي تكون مرتبطة بكوارث طبيعة. وعلاقة بهذه النقطة، تسير مختلف الدول في توظيف الجيش في مثل هذه المهام خاص وقت السلم. نعم، في حالة إيجوكاك كان على الجيش التدخل.

Sign In

Reset Your Password