تحولت منظومة الصواريخ الروسية إس 400 إلى موضوع رئيسي في وسائل الإعلام بعد اقتناء تركيا لهذا السلاح، وبدأت وسائل الإعلام الدولية، ومنها المغربية، تنشر احتمال اقتناء المغرب لهذه المنظومة، لكن هذا المعطى مستبعد كما جرى مع الغواصة الروسية التي كان الحديث عنها بقوة في الماضي.
ولم يسبق لوسائل الإعلام الدولية الاهتمام بصفقة سلاح خلال السنوات الأخيرة مثل اقتناء تركيا لمنظومة إس 400 . وهذا يعود إلى عضويتها في الحلف الأطلسي، ثم فعالية هذه الصواريخ التي تعد سداً منيعاً ضد المقاتلات والصواريخ في آن واحد. وكانت صفقة سابقة قد مرت في صمت وتمت فيما يشبه السرية، وهي تزويد روسيا للجزائر بهذه المنظومة منذ سنوات، وكانت الجزائر أول دولة تحصل عليها بهدف تعزيز دفاعاتها لمنع تكرار سيناريو ليبيا في الجزائر. إذ كانت روسيا تتخوف من سقوط الجزائر. ونشرت بعض الصحف الدولية، ومنها المغربية، لائحة الدول الراغبة في اقتناء هذه المنظومة الدفاعية، وتتحدث عن السعودية وقطر والمغرب من العالم العربي. وعلاقة بالمغرب، كل المعطيات تفيد باستحالة بيع روسيا هذه المنظومة إلى المغرب. في هذا الصدد، لا يقتني المغرب أسلحته من روسيا، بل عادة ما يشتري من الغرب، وعندما يقتني سلاحاً روسياً يكون عبر دولة ثالثة تتوفر على رخصة التصنيع مثل الدبابات من روسيا البيضاء وأسلحة أخرى من أوكرانيا. في الوقت ذاته، لم تتطور العلاقات العسكرية الروسية-المغربية، فقد جرى الحديث عن احتمال تعاون بين الطرفين عندما زار الملك محمد السادس موسكو منذ ثلاث سنوات، لكن حتى الآن لم يتم تسجيل أي تطور في هذا الشأن.
ومن المعطيات المهمة الأخرى، تحفظ روسيا على بيع أي سلاح للمغرب، فقد كان المغرب قد اقتنى سنة 1999 دبابة روسية متطورة واحدة لتجربتها وانتهت في يد الولايات المتحدة، منذ ذلك التاريخ وروسيا تتحفظ على بيع المغرب السلاح، وبالتالي لا يمكنها المغامرة بوضع إس 400 بدون ضمانات. وتعتبر الجزائر الزبون الرئيسي والحليف المهم لروسيا في شمال إفريقيا وغرب البحر الأبيض المتوسط، وكل عملية بيع لسلاح متطور من نوع إس 400 إلى المغرب قد يدفع الجزائر إلى التقرب من الغرب.
كما سيضغط الغرب على المغرب لكي لا يقتني مثل هذا السلاح، سواء عبر التلويح بعقوبات أو حرمانه من كثير من الامتيازات في صفقات الأسلحة والتعاون الاقتصادي. ومنذ سنوات، جرى الحديث عن فرضية رغبة المغرب اقتناء غواصة روسية، ووقتها نقلت «القدس العربي» في 16 مارس / آذار 2018 تحفظ الغرب على اقتناء المغرب سلاحاً روسياً متطوراً يجوب مياه مضيق جبل طارق. وتخلى المغرب عن الغواصة الروسية لهذه الأسباب السياسية والعسكرية، وكذلك تقنية أخرى.
روسيا لن تقبل ببيع المغرب منظومة صواريخ اس 400
منظومة الصواريخ إس 400