واشنطن تهدد الاتحاد الأوروبي بعقوبات إذا لم يشرك شركات أمريكية في برامج التصنيع العسكري

مقاتلة يوروفايتر، طائرة شاركت في تصنيعها دول أوروبية


لا يقتصر النزاع العسكري بين تركيا الولايات المتحدة بشأن اقتناء معدات حربية وهي إس 400 الروسية، بل يوجد  نزاع آخر مع أعضاء في الحلف الأطلسي بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن حيث تعارض الأخيرة أي استقلالية للبرامج العسكرية الأوروبية عنها.

وتضغط الإدارة الأمريكية على الاتحاد الأوروبي منذ سنوات للرفع من ميزانية الدفاع. وتفاقمت الضغوطات مع مجيئ الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض، حيث أصبحت الاختلافات وتبادل التهم علانية. وقبل الاتحاد الأوروبي بالتحدي وبدأ يرفع من ميزانية الاستثمار العسكري، لكن الخطة التي اعتمدها تثير احتجاج البنتاغون. فقد قرر الاتحاد الأوروبي تخصيص ميزانية ضخمة للبحث العلمي في المجال العسكري، ولم يسمح لباقي الدول غير الأوروبية وعلى رأسها الولايات المتحدة سوى المشاركة البسيطة التي لا تؤثر على القرارات.

وكان الاتحاد الأوروبي قد صادق يوم 18 أبريل/نيسان الماضي على ميزانية تقدر ب 13 مليار يورو مخصصة لبرنامج للصناعة العسكرية الأوروبية ما بين سنتي 2021-2072، حيث سيجري تمويل 35 برنامجا عسكريا يشمل برامج مواجهة الاعتداءات في شبكة الإنترنت الى اختراع واطوير طائرات بدون طيار ومقاتلات مشتركة. ويساهم في هذا البرنامج 23 دولة من أصل 28 المكونة للاتحاد الأوروبي، وتلعب فرنسا وألمانيا وإيطاليا واسبانيا دورا رياديا بينما عارضت بريطانيا هذه الخطوات العسكرية.

وكشفت جريدة الباييس مؤخرا احتجاج الولايات المتحدة على هذه المشاريع لأنها لا تسمح للشركات الأمريكية بالمشاركة الفعالة في برامج الاستثمار، وترى واشنطن أن القرار الأوروبي من شأنه تقويض عقود من التعاون العسكري، وتبرز أن أقصى ما ستحققه أوروبا هو تكرار نسخ من عتاد عسكري أمريكي ولن تكون أسلحة مفيدة لأوروبا والحلف الأطلسي. وتهدد واشنطن الأوروبيين بعقوبات مالية في حالة الاستمرار دون الاعتماد على الشركات الأمريكية.

 واتخذ الاتحاد الأوروبي هذا القرار نتيجة عاملين، الأول وهو محاولة تحقيق صناعة عسكرية مستقلة عن الولايات المتحدة، وكما اتخذ القرار بسبب تفادي عرقلة الولايات المتحدة  صفقات أسلحة مستقبلا يوقعها الاتحاد الأوروبي مع دول ثالثة. وإذا كانت مساهمة الولايات المتحدة ملموسة، فمن حقها معارضة أي صفقة، وهو ما يحدث في الوقت الراهن. ومن ضمن الأمثلة، تعتمد شركة أيرباص للطيران على تكنولوجيا أمريكية، وقد منعت واشنطن أيرباص بيع طائرات للنقل المدني الى إيران. ومنعت واشنطن اسبانيا توقيع صفقات أسلحة مع فنزويلا لأن بعض العتاد ومنها طائرات للنقل تعتمد برامج أمريكية.

ورغم التهديدات الأمريكية، يبدو أن الأوروبيين عازمين على توحيد وتعزيز الصناعة العسكرية الأوروبية لاسيما في ظل سياسة واشنطن المتقبلة مع مجيئ ترامب الى البيت الأبيض وفي ظل القوة التي تكتسبها الصين وروسيا.

Sign In

Reset Your Password