اشتهر هشام العلوي بمواقفه السياسية والفكرية الجريئة التي تتعارض أحيانا البروتوكول التقليدي المعمول به في العائلة الملكية، وأقدم في هذا المسار على خطوة جديدة وهي الانفتاح على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك.
ومنذ منتصف التسعينات تميز هشام، ابن عم ملك المغرب بإقدامه على بعض المبادرات غير العادية في حياة وتصرفات أفراد العائلية سواء المغربية أو العربية عموما، وذلك منذ كتابته أول مقال فكري-سياسي في المجلة الشهرية المعروف لوموند دبلوماتيك صيف 1995 مطالبا بالديمقراطية حول الديمقراطية في المغرب والعالم العربي، وجرى ذلك إبان حكم الملك الراحل الحسن الثاني، الأمر الذي شكل مفاجأة كبرى في تقاليد العائلة العلوية.
ومنذ ذلك الوقت، انخرط هشام في نشاط فكري-سياسي على المستوى المغربي والدولي عبر مقالات في الصحف وندوات في الجامعات خاصة الأمريكية أو التضامن الحقوقي علاوة على تأليفه كتاب “مذكرات أمير مبعد” يكشف فيه عن الكثير من تقاليد وأسرار المخزن.
وعادة ما تخلف أنشطته الترحيب واقتسام البعض لأفكاره ومواقفه ، ويتناول طرف آخر إنتاجاته الفكرية بالنقد البناء، وأحيانا يتعرض للتجريح والسب والقذف الرخيص من طرف نوع معين من وسائل الاعلام التي يفترض أنها تحصل على ضوء أخضر في هذا الشأن يحميها من أي متابعة قضائية.
ووسط تطور طرق وصيغ التواصل، انفتح الأمير على شبكات التواصل الاجتماعي، وكانت البداية مع يوتوب، حيث توجد أشرطة فيديو لبعض حواراته، وتحقق أرقاما قياسية مثل حوار فرانس 24 الذي تجاوز عتبت المليوني ونصف، ثم تجاوز عتبة المليون بالنسبة للحوار الذي أجرته معه قناة بي بي سي خلال يناير الماضي، وهي أرقام مهمة في حالة أشرطة الحوارات السياسية البعيدة عن البوز الرخيص في اليوتوب،
وخلال الأسابيع الأخيرة، انفتح على الفايسبوك الذي يعد الأكثر استعمالا من طرف المغاربة، حيث أقام صديق له موقعا باسمه وبدأ بنشر أخبار عنه، وتوجس في البدء ولكن ما لبث أن رحب بالفكرة واستعاد الحساب للتحكم فيه. وبهذا يكون أول عضو في العائلة الملكية ينفتح على عالم التفاعل الرقمي، في وقت لا وجود للباقي سواء الملك محمد السادس أو الأمراء مثل رشيد وإسماعيل أو الأميرات، علما أن الكثير من أفراد العائلات الملكية العربية لديهم حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي ومنهم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي يملك حسابا في تويتر.
وينشر هشام العلوي تارة صور لمحاضرة من محاضراته مثل الأخيرة في جامعتي دايفيس واستانفورد في كاليفورنيا أو جامعة جورج تاون في العاصمة واشنطن أو صور شخصية رفقة عائلته ومنها رفقة ابنته فايزة في مستشفى بوسطن حيث خضع للمراقبة الطبية أو رفقة ابنتيته هاجر وفايزة وزوجته ملكية، أو يتناول فطور رمضان رفقة أفراد من الجالية المغربية في أوكسفورد. ويتفاعل الكثير المغاربة مع التدوينات والمنشورات وأغلبها يرحب بهذا النوع من الانفتاح.
ومنذ سنوات سأله صديق لماذا لا تلقي محاضرة في المغرب، فكان جوابه ساخرا “وزارة الأوسمة والتشريفات الملكية لم يتم منحها الضوء الأخضر لتنظيم ندوات لأعضاء العائلة الملكية”، كان ذلك قبل إعلانه التخلي عن اللقب.
من يدري، قد يقدم غدا على إلقاء محاضرة فكرية في مركز مغربي أو في جامعة مغربية، لكن السؤال: هل سيحصل على الترخيص؟ ومن يدري قد يتخطى غياب الترخيص بمحاضرة عبر لايف مباشر حول مواضيع الساعة مثل التعليم.