بدأ التحالف الغربي ضد فنزويلا يسجل أولى نقط الاختلاف بسبب المواجهة بين إسبانيا والولايات المتحدة حول طريقة معالجة هذه الأزمة، حيث اتهمت مدريد واشنطن بنهج دبلوماسية الـ “كاوبوي” -رعاة البقر-، وهو ما رفضه المبعوث الأمريكي الخاص بالملف الفنزويلي إليوت أبراهام.
وفي ظل اختلاف أوروبا الولايات المتحدة حول قضايا دولية متعددة منذ مجيء دونالد ترامب الى الرئاسة، كانت القضية الفنزويلية هي الوحيدة التي جرى بشأنها نوع من الاتفاق، حيث قامت أوروبا بتنفيذ رغبة البيت الأبيض باعترافها برئيس البرلمان خوان غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد بدل الرئيس المنتخب نيكولا مادورو. وجرى هذا الاتفاق حول فنزويلا رغم اختلاف الأهداف، فمن جهة، ترغب أوروبا في دعم المسار الديمقراطي دون مصالح استراتيجية كبرى، بينما هدف الولايات المتحدة هو القضاء على الأنظمة اليسارية واستعادة أمريكا اللاتينية الى حظيرتها وحرمان روسيا والصين من مواقع نفوذ في المنطقة.
واكتفت أوروبا بخطوة الاعتراف بخوان غوايدو دون الانتقال الى عقوبات اقتصادية، إذ تعتبرها غير مفيدة للغاية بسبب الدعم الصيني-الروسي ودول أخرى مثل المكسيك وتركيا، لكن أوروبا لا توافق على الإجراءات العسكرية مثل دعم واشنطن لمحاولة الانقلاب العسكري الذي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي، وانتهت بفشل كبير.
في هذا الصدد، قام وزير الخارجية الإسباني يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري بتوجيه انتقادات قوية الى سياسة واشنطن متهما إياها بنهج “دبلوماسية الكاوبوي” في معالجة القضية الفنزويلية، وأبرز في تصريحات للقناة الأولى “الولايات المتحدة تتصرف مثل “كاوبوي”، يدها على الزناد”، معتبرا أن هذا التصرف غير طبيعي في العلاقات الدولية”. وأكد بوريل الرفض المطلق للتدخل العسكري في فنزويلا، مشددا على الحل السلمي لهذا الملف عبر صناديق الاقتراع، أي انتخابات سابقة لأوانها.
وقام المبعوث الأمريكي الخاص بالملف الفنزويلي إليوت أبرمس بالرد على الموقف الإسباني عبر جريدة الباييس اليوم الخميس، مؤكدا في تصريحات أن واشنطن لا تمارس أي دبلوماسية “كاوبوي” في الملف الفنزويلي بل من حقها تبني لغة مشددة مقابل الدعم الذي يحظى به مادورو من روسيا والصين.
ويعتقد في وجود تدخل عسكري وحيد في الوقت الراهن وهو المتعلق بالوجود العسكري الكوبي، حيث حراسة مادورو كلها مكونة من الكوبيين علاوة على خبراء عسكريين روس في فنزويلا يقدمون الدعم العسكري الفني لنظام مادورو.
وبدأت الدول الأوروبية تتعترف بتسرعها في الملف الفنزويلي، فرغم اعترافها بخوان غوايدو رئيسا للبلاد، لم يستطع الأخير الحصول على شرعية كبيرة في الشارع ولا إقناع القوات العسكرية بتنفيذ تغيير ما.
تفاقم الشرخ بين واشنطن وأوروبا حول فنزويلا بعد اتهام مدريد البيت الأبيض بدبلوماسية الـ “كاوبوي”
صورة للعلم الفنزويلي