كشفت مصادر عسكرية سودانية كيف كان الرئيس عمر البشير كان ينوي قبل إقالته من محاولة قتل ثلث المتظاهرين في شوارع العاصمة، عملا بفتوى دينية قديمة. ويبرز هذا المعطى كيفية توظيف الجين من طرف الحكام في اغتيال المعارضين وجزء من الشعب.
وأوضح الجنرال حميداتي نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي إنهم طرحوا الأزمة السياسية أمام البشير في ساعاته الأخيرة كرئيس قبل خلعه، وأضاف سألناه ما هو الحل؟ فرد عليهم حسب مقطع فيديو قصير لـ “حميدتي”، بأن الرئيس المخلوع أجابهم ” نحن مالكية ولنا فتوى تبيح لنا قتل ثلث المواطنين المحتجين ليعيش البقية بعزة”. وأبرز في مقطع الفيديو الذي نشرته صحيفة “التيار” السودانية على حسابها في “فيسبوك” الأربعاء من الأسبوع الجاري أن البشير أضاف “المتشددون من المالكية يفتون بقتل 50 في المئة من المواطنين “.
ورفض ضباط الجيش مقترح الرئيس بقتل أبناء الشعب لاسيما بعدما بدأ بعض الجنود في الدفاع عن المعارضين في وجه قوات الشرطة التي كانت قد بدأت باستعمال العنف المفرط ضد المتظاهرين. وأمام التخوف من انفلات الأمور، أقدم الجيش منذ أسبوعين على إقالة عمر البشير واعتقاله رفضة عدد من رموز النظام الفاسدين.
ويبرز موقف الرئيس المخلوع كيف يعمد الحكام المسلمون الى توظيف الدين الاسلامي لقمع التظاهرات الاحتجاجية التي تنفجر ضد ظلمهم وطغيانهم، حيث يؤمن أغلبية الحكام بهذه الفتاوي التي تجيز قتل المعارضة، ويعتمدون عليها لتبرئة ذمتهم من دم المغتالين. ويوفر ما يسمى علماء السلطان، اي الحاكم، المبرر الديني للجرائم السياسية في العالم العربي.