بدأت القنصليات الإسبانية في المغرب تنهج سياسة جديدة وهي التشدد في منح التأشيرات الخاصة بزيارة الآباء لأبنائهم المقيمين في اسبانيا. وتنفرد بهذه الإجراءات دون باقي السفارات الغربية المعتمدة في المغرب، كما أن هذا التشدد يمس أساسا الجالية المغربية دون باقي الجاليات الأخرى.
ويشتكي عدد من المهاجرين المغاربة من سياسة القنصليات الإسبانية، حيث يتقدمون بملفات متكاملة الوثائق المنصوص عليها في القانون الإسباني، لكن الجواب يكون بالرفض ولأسباب غامضة دون تعليل واضح وقائم على القانون.
ومن خلال استقراء قامت به ألف بوست سواء من خلال الاتصال ببعض المهاجرين أو تتبع تعاليق شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك مقارنة مع مهاجرين من دول أخرى، يتبين أن هذا الحيف يشمل أساسا الجالية المغربية دون باقي الجاليات مثل أمريكا اللاتينية. في الوقت ذاته، هذا الحيف يشمل أو تعاني منه الجالية المغربية المقيمة في اسبانيا مقارنة مع الجاليات المغربية المقيمة في دول أوروبية أخرى مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا، حيث زيارة أفراد العائلات مكفولة دستوريا.
ومن ضمن الانتقادات التي توجه الى القنصليات الإسبانية ادعائها أنها ممثلة دولة ديمقراطية تحترم القوانين الإسبانية والأوروبية والاتفاقيات الدولية الموقعة عليها ومنها الاتفاقيات الخاصة بالهجرة وزيارة العائلات، لكن في العمق، لا تحترم اسبانيا هذا المبدأ، بل ومن خلال تعميم أجوبة غير مؤكدة قانونية على طلبات الفيزا بل تقوم على التعويم فإنها تتصرف كممثلة للدول التي لا تحترم التي لا تحترم القانون.
ومن ضمن الأفكار المسبقة التي تهيمن على الدبلوماسيين الإسبان في المغرب الاعتقاد السائد أن كل من يوجه دعوة الى أحد أفراد عائلته وخاصة والديه يهدف الى إبقاءهما في اسبانيا والاستفادة من التطبيب المجاني، وهي أفكار متناقضة وما ترفعه وزارة الخارجية الإسبانية من شعارات القرب والتاريخ المشترك مع المغرب.
وتجدر الإشارة الى أن السفارة الإسبانية قد عمدت مؤخرا الى نهج استراتيجية إعلامية تدخل ضمن فايك نيوز وهي تقديم معطيات خائطة للرأي العام ومنها منح ستة آلاف تأشيرة سنويا للطلبة المغاربة للدراسة في اسبانيا.