قام المغرب بسحب سفيره من الرياض على خلفية تعمد الاعلام المرتبط بالعائلة الملكية قناة “العربية” تقديم جبهة البوليساريو بمثابة ممثل للصحراويين وتبخيس الموقف المغرب. وتؤكد كل المعطيات أن هذا العمل هو قرار من ولي العهد محمد بن سلمان ردا على موقف الرباط بعدم استقباله وعدم التضامن معه في جريمة الاغتيال.
ولم يعلن المغرب رسميا سحب سفيره في الرباط بل لجأ الى وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيسد برس التي نقلت عن مصدر، قد يكون من الديوان الملكي أو وزير الخارجية نفسه ناصر بوريطة، قرار المغرب الانسحاب من الائتلاف العسكري الذي يسمى عاصفة الحزم ثم سحب سفيره من الرياض بسبب برنامج بتته قناة التلفزيون العربية الأسبوع الماضي وكان منحازا لجبهة البوليساريو.
وهذا الخبر الذي نشرته الوكالة الأمريكية ليلة الخميس يبرز مدى قلق المغرب من تصرف العربية السعودية بتوظيفها قضية الصحراء في ملف البرودة التي تمر منه العلاقات، علما أنه لم يسبق للرياض القيام بتصرف مثل هذا رغم الأزمات القليلة التي مرت منها العلاقات الثنائية.
وتؤكد مصادر عليمة بالبيت السعودي لجريدة ألف بوست استحالة قيام الحرس القديم في المؤسسة الملكية السعودية وخاصة الملك سلمان بن عبد العزيز بتصرف غير سليم تجاه الرباط في نزاع الصحراء، إذ يوجد حلف مقدس بين الرياض والرباط للدفاع عن الوحدة الوطنية لكل بلد.
ويضيف المصدر، هذا التصرف صادر عن ولي العهد محمد بن سلمان الذي يستغل المرض الذي يعاني منه الملك سلمان ويجبره على الراحة طيلة اليوم تقريبا، وبالتالي يريد الانتقام لنفسه مما يعتبره تخلي المغرب عنه في الاتهامات التي يتعرض لها بسبب دوره المفترض في جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي لاسيما بعدما رفض الملك محمد السادس استقباله خلال جولته العربية عندما كان متوجها الى الأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين.
وعمليا، جمد المغرب مشاركته في حرب اليمن منذ مدة، وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد أعلن عن ذلك في حوار مع قناة الجزيرة منذ أسبوعين، لكن المعطيات تشير الى تجميد المشاركة منذ شهور طويلة، وكانت ألف بوست قد تطرقت الى إبلاغ المغرب للعواصم الكبرى انسحابه من حرب اليمن.
وكان معظم الرأي العام المغربي قد رفض مشاركة الجيش المغربي في حرب اليمن واعتبرها حربا غير شرعية لاسيما بعدما بدأت تخلف ضحايا في صفوف المدنيين ومنهم اللأطفال.