استقبل وزير الخارجية الأمريكي جاك بومبيو نظيره المغربي ناصر بوريطة، ويبرز البيان الطابع العادي للقاء، الأمر الذي يجعله لا يرقى الى مفهوم الشراكة الاستراتيجية بسبب غياب نتائج ملموسة باستثناء ثناء واشنطن على بعض مواقف المغرب ومنها في ملفي إيران وفنزويلا.
وجاء الاستقبال يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري في العاصمة واشنطن، ولا يتعلق الأمر بقمة بين الطرفين بقدر ما هو استقبال يدخل فيما هو روتيني وعادي للغاية، ولم يستغرق كثيرا ولم تسفر عنه اتفاقيات موقعة في مختلف المجالات باستثناء مجموعة من التشكرات والمتمنيات.
وكان بيان وزارة الخارجية الأمريكية المنشور في موقعها الرقمي معبرا في هذا الشأن، حيث رحب بزيارة ناصر بوريطة، وأثنى على موقف الرباط من دعم “الرئيس المؤقت” لفنزويلا” خوان غوايدو، ومساعي المغرب الحد من تأثير إيران في منطقة غرب إفريقيا.
وعلاقة بالصحراء، لم يأتي على ذكر الحكم الذاتي نهائيا، إذ اقتصر خبر وزارة الخارجية على الثناء على المغرب بشأن تعاونه مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء هورست كوهلر.
ووفقا للخبر الذي نشرته وزارة الخارجية وغياب نتائج ملموسة وغياب الزيارات بين الطرفين، يمكن استخلاص فقدان العلاقات المغربية-الأمريكية طابعها الاستراتيجي. في هذا الصدد، تتجنب الإدارة الأمريكية الحالية الحديث عن الحكم الذاتي، عكس البيانات السابقة في عهدي كل من الرئيس جورج بوش الإبن وباراك أوباما. ويبدو جليا من تغييب أي إشارة الى الحكم الذاتي هيمنة رؤية مستشار الأمن القومي جون بولتون على ملف الصحراء، هذه الهيمنة التي بدأت تؤثر على قرارات مجلس الأمن، حيث تنادي واشنطن بضرورة إعادة النظر في دور قوات المينورسو.
لقد تراجعت المساعدات الأمريكية الاقتصادية والعسكرية الى المغرب، ولم تنجح اتفاقية التبادل التجاري الحر في تطوير العلاقات، وها هي الآن الإدارة الأمريكي تتجنب الإشارة الى الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب حلا لنزاع الصحراء، بينما اللقاءات السابقة كانت تؤشر على الحكم الذاتي وتثني عليه. ولم توضح الدبلوماسية المغربية لماذا لم تتم الإشارة الى الحكم الذاتي هل رفضت الإدارة الأمريكية أم عجز الطرف المغربي في إقناعها.
كل هذا يؤكد فقدان العلاقات المغربية-الأمريكية طابعها الاستراتيجي الذي كانت عليه منذ الحرب الباردة حتى بداية العقد الماضي.