خصصت قناة التلفزيون العربية التابعة للعربية السعودية برنامجا بنبرة إيجابية للغاية عن جبهة البوليساريو، ويأتي هذا أياما قليلة بعد إجراء قناة الجزيرة حوارا مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي كشف فيه رفض الرباط استقبال ولي العهد محمد بن سلمان.
وعالجت قناة العربية هذا الأسبوع موضوع الصحراء، وأبرت وجهة نظر البوليساريو على حساب المغرب، مشيرة الى اعتراف الكثير من الدول ب “الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية” المعلنة من طرف واحد.
وتعد السعودية من المؤيدين تاريخيا لمغربية الصحراء، وساهمت في تمويل الحرب، وفي المقابل كان المغرب يقدم لها مساعدات عسكرية وينسق معها الكثير من المواقف السياسية عربيا وإسلاميا ودوليا.
ورغم برودة العلاقات التي كانت تمر منها الرباط والرياض، لم تقدم الأخيرة على استعمال ملف الصحراء ضد المغرب بل كانت تنتظر مرور سحابة الصيف لاستعادة الحوار، لكن هذه المرة تركز على ملف الصحراء الذي يعد أولوية في أجندة الدولة المغربية، مما يعتبر المغاربة طعنة في الظهر.
وتاريخيا، لم تعكس وسائل الاعلام السعودية ولاسيما العمومية أو المملوكة من طرف الأمراء موقف جبهة البوليساريو، والآن يحدث ومن طرف قناة العربية التي يتحكم فيها ولي العهد محمد بن سلمان وتعتبر صوته في العالم العربي.
ويأتي برنامج العربية للرد على المقابلة التلفزيونية التي أجرتها قناة الجزيرة الأسبوع الماضي مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وكشف فيها عن معطيات أقلت ولي العهد وهي التأكيد الرسمي للمغرب بالانسحاب من حرب اليمن، وتحفظ المغرب على استقبال ولي العهد محمد بن سلمان. ويضاف الى هذا عدم تضامن المغرب مع السعودية في الحملة التي تتعرض لها بسبب جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر الماضي. كما تبنى المغرب موقف الحياد في حصار الإمارات والبحرين والسعودية لقطر بل قام بمساعي للحوار، الأمر الذي اعتبره قطر انحيازا مغربيا للدولة.
وتضع تصريحات بوريطة السعودية في موقف حرج، إذ تؤكد غياب التنسيق بين الأنظمة الملكية، وهو التنسيق الذي راهنت عليه الرياض كثيرا لتبدو بمثابة الدولة التي تتزعم الملكيات العربية.
وقبل حوار ناصر بوريطة بشهرين تقريبا، كانت جريدة القدس العربي قد نشرت يوم 24 نوفمبر الماضي مقالا يؤكد صعوبة استقبال الملك محمد السادس لولي العهد السعودي خلال جولته عندما كان متوجها الى الأرجنتين لحضور قمة العشرين. وقبلها بقرابة عشرة أيام، يوم 15 نوفمبر الماضي، نشرت مقالا يبرز إبلاغ المغرب للدول الكبرى انسحابه من حرب اليمن.