تنظم السفارة الإسبانية هذه الأيام ما يسمى معرض الجامعات الإسبانية في المغرب في محاولة للتعريف بالدراسة الجامعية، لكن الأرقام التي تقدمها دبلوماسية مدريد تبقى دون الواقع بل أن دولا مثل أوكرانيا تجاوزتها في استقطاب الطلبة المغاربة.
وتشارك في هذه الأيام التعريفية عدد من الجامعات في محاولة لاستقطاب الطلبة المغاربة، وقدمت الدبلوماسية المغربية أرقاما تقول بوجود خمسة آلاف طالب مغربي في الجامعات الإسبانية.
والواقع أنه يوجد تساؤل حول أرقام اسبانيا وسياستها التعلمية تجاه المغرب رغم قربها الجغرافي والعلاقات التاريخية بين البلدين. في هذا الصدد، يبقى رقم خمسة آلاف مشكوك فيه كثيرا، إذ لم تقدم السفارة توزيع الطلبة المغاربة وهل كلهم من القادمين من المغرب أن تشمل أبناء المهاجرين.
وفي حالة تصديق هذا الرقم، يبقى دون المستوى، في المقام الأول، القرب الجغرافي يحتم على اسبانيا أن تكون وراء فرنسا مباشرة في استقطاب الطلبة المغاربة التي يوجد فيها قرابة 40 ألف طالب مغربي خلال الموسم الدراسي الحالي، بينما نجد دول مثل أوكرانيا وقد تجاوزت اسبانيا رغم صعوبة اللغة والبعد الجغرافي وغياب علاقات تاريخية. وواهم من يعتقد في ضعف التعليم الجامعي الأوكراني، فلديها جامعات ضمن 500 الأوائل في العالم.
وفي حالة تصديق هذا الرقم كذلك، يبقى دون المستوى بحكم وجود مدارس اسبانية في المغرب، الأمر الذي يجب أن يترجم مباشرة الى توافد المئات من المغاربة سنويا على الجامعات الإسبانية، الأمر الذي لا يحدث.
وارتباطا بهذه النقطة، فالعائق الكبير هو إما النظرة الأمنية التي تجعل التمثيليات الدبلوماسية لا تمنح التأشيرات للطلبة، أو ربما سياسة صامتة لإسبانيا لكي لا تساهم مع المغرب في بناء أطر تماشيا مع أطروحة جار ضعيف أحسن من جار قوي.
وخلال الشهور الأخيرة، وضع المغرب ضمن شروط محاربة الهجرة شرطا على سبيل الاستئناس أو غير ملزم وهو مساهمة اسبانيا في تكوين الشباب المغربي في مجالات متعددة، ويأتي هذا الشرط بعدما ارتاب في سياسة مدريد في التعاون الجامعي.
لم يعد في اسبانيا المهاجر المغربي السري بل الطالب السري كذلك في بعض الأحيان وهذا أمر لا يشرف اسبانيا كدولة أوروبية تدعي حمل المعرفة والعلم والديمقراطية.
هناك معطى رئيسي لمعرفة التعاون الجامعي، هو مدى تقدم اللغة. في هذا الصدد، يشهد المغرب إقبالا كبيرا على اللغة الفرنسية أكثر من الماضي، وتضاعف الإقبال على اللغة الإنجليزية ولغات مثل الأوكرانية التي يتعلمها بعض الطلبة عبر معاهد تعمل عبر الإنترنت بينما الإسبانية يمكن اختصارها في عنوان لوكالة إيفي بتاريخ 27 أبريل الماضي ” اللغة الإسبانية على وشك الإندثار في الجامعة المغربية”.
التعاون الجامعي مؤشر على التعاون بين الدول، وهذا غائب في العلاقات المغربية-الإسبانية، ومن ضمن الأسباب هو عمل بعض التمثيليات الدبلوماسية الإسبانية بمفاهيم ميلان أستراي وكانوفاس ديل كاستيو بدل بتصورات وروح بلاس إينفانتي .
وعموما، هل يمكن للسفارة الإسبانية تقديم كم عدد التأشيرات التي منحتها للطلبة المغاربة للدراسة في اسبانيا خلال الموسم الجاري وخاصة في مدن مثل تطوان والناضور وخاصة الدراسات العليا؟