يبدو أن 2018 هي سنة الأرقام القياسية في الهجرة السرية من شواطئ المغرب نحو شواطئ اسبانيا ولاسيما الأندلس، فقد وصل أمس الأحد قارب على متنه قاصرين مغاربة، وهو تطور ملفت يقلق السلطات الإسبانية التي تعاني من وجود كبير للقاصرين المغاربة ولم تجد لهم حلا حتى الآن.
في هذا الصدد، نقلت مختلف وسائل الاعلام الإسبانية عن وزارة الداخلية وصول قارب للهجرة السرية الى شواطئ إقليم غرناطة جنوب شرق الأندلس، وهذا يعني انطلاقته من منطقة الريف المغربية بحكم أن تلك التي تنطلق من منطقة مضيق جبل طارق تصل الى غرب الأندلس ما بين قادش والجزيرة الخضراء.
وهذا قارب واحد من مئات القوارب التي وصلت خلال السنة الجارية الى شواطئ اسبانيا، إلا أن الجديد هو قدوم قاصرين على متنه، فقد نجحت دوريات الحرس المدني من إيقاف أربعة وهناك بعض القاصرين الذين استطاعوا الهروب ويجري البحث عنهم في المناطق المحاذية. وقضى القاصرون يومين في البحر تائهين حتى وصلوا الى البر الأندلسي، بينما رحلة من شواطئ الريف الى اسبانيا لا تتعدى ثمان ساعات إلا في حالة هيجان البحر وهبوب الرباح، حيث تغرق قوارب وتنجو أخرى بعدما تمكث في البحر أياما.
وهذا أول قارب يأتي على متنه قاصرون لا تتعدى أعمارهم 16 سنة، وقد يعني قيام هؤلاء القاصرين باقتناء القارب وتنظيم رحلة الإبحار فيما بينهم. وتؤكد تعليقات أمنية أنه “إذا نجح القاصرون في مهام مثل هذه، فقد يترجم بوصول الكثير منهم دون انتظار الإبحار مع الكبار”.
وتتخوف اسبانيا من هجرة القاصرين المغاربة، إذ لا تستطيع ترحيلهم الى بلدهم عكس ما تفعل مع الكبار الذين تقوم بطرد نسبة عالية منهم، بل يحتم القانون عليها إيجاد إيواء لهم وتعليمهم. ويوجد في اسبانيا وخاصة الأندلس آلاف القاصرين الذين تحولوا الى مشكلة حقيقية لحكومة الحكم الذاتي في الأندلس وكذلك في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. ولم تنجح حكومتا الرباط ومدريد في معالجة موضوع القاصرين حتى الآن بسبب الإشكال القانوني.
وهكذا، فقد سلجت سنة 2018 أرقاما قياسية في الهجرة السرية من المغرب الى اسبانيا وعلى رأسها الوصول الى 60 ألف مهاجر تقريبا، بينما كان الرقم القياسي السابق في أقل من 40 ألف سنة 2006، لكن الرقم الجديد هو وصول قارب على متنه قاصرين فقط.