روبرطاج الفراولة المرة / الطعم المر للفراولة الإسبانية

نساء من المنددات بالتحرش الجنسي

بدأت الدولة الإسبانية تقوم بتسجيل النساء الراغابات في العمل في حقول الفراولة في جنوب اسبانيا، وخلف هذا الملف جدلا الموسم الماضي بحكم تحرشات جنسية تعرضت لها نساء. هنا ربورتاج لجريدة ليبراسيون الفرنسية عن تلك المعاناة.

 

منذ عام 2006 ، تقضي آلاف النساء المغربيات فترة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أشهر في الكدح المضني، قي مزارع هويلفا، حيث يتم استغلالهن والتحرش بهن جنسيا في كثير من الأحيان. ورغم شهادتهن على ذلك تخفن خسارة دخل لا غنى عنه.
المذاق المر للفراولة الاسبانية
رتل عبَّارات تتقاطر من طريفة على ميناء طنجة الأبيض، عند سفح المدينة القديمة. قادمًة من إسبانيا، ينزل السياح بسراويل قصيرة (شورت)، وقبعات واقية، وحقائب بعجلات على طرف الذراع. بعد عشر دقائق، قرابة خمسين امرأة مغربية مرتدية الجلابيب ومناديل الشعر الملونة، تنزل من السفينة بجبال من الأمتعة وحقائب ذات المربعات كبيرة مملوءة بالملابس والبطانيات والأجهزة الإلكترونية والشوكولاتة.
خلال ثلاثة إلى خمسة أشهر في إسبانيا، جنت هذه النساء الفراولة، “الذهب الأحمر” من ويلفا (جنوب غرب) ، بعيدا عن عائلاتهن. “كل يوم ما عدا الأحد، لمدة ست ساعات ونصف :” تحضر القفيصات القصبية،نضع الفراولة التي قطفناها، ثم نعيدها إلى المجمد”،تشرح حياة؛ وهي مغربية تبلغ من العمر 42 عامًا، التي تترك ومنذ إحدى عشر سنة ولديها معية والدهما،مدة عقد عملها في إسبانيا. “لدي رب العمل نفسه منذ عام 2007. إنه صارم ويدفع لنا في الوقت المناسب”؛ تؤكد العاملة الزراعية، التي تعود إلى المغرب وفي جيبها 34000 إلى 39000 درهم، أو ما بين 3 100 و 3 600 يورو للموسم. راتب لهذه المرأة الآتية من قرية بأكادر ، حيث اعتادت أن تجني الخضروات مقابل 55 درهم (5 يورو) في اليوم.
لكسب هذا المبلغ، الضروري لوجودهن. كان على 17.000 عاملة موسمية تم تشغيلهن هذا العام، جميعهن أمهات معيلات لأسرهن جئن من القرية المغربية، كان عليهن الاشتغال مثل عبدات. أنهكهن القطف واستنفذهن، تنمن ستة في نفس الغرفة المركبة جاهزة الصنع مقدمة من المشغل. “نحن نشتري ما نضعه في بطننا”؛ تجمل حياة،التي تقول إنها تحمل ثلاثة إلى أربعة صناديق تزن 5 كيلو في نفس الوقت. “إنها ثقيلة جداً”؛ تشتكي إحداهن ، مشيرة إلى معصميها الممزقين. النساء الأخريات تعانين من آلام الظهر من جراء الانحناء طوال اليوم. “لحسن الحظ، لدينا خصومات على رسوم الطبيب والصيدلة”؛ تثبت حياة. أيضا يجب أن تكون العاملات الموسميات على علم و أن يتم إبلاغهن وأن تتخذ الخطوات اللازمة للاستفادة من حقوقهن في بلد لا يتقن لغته.
“كل شيء كان مزيفا”
في أوائل شهر يونيو ، تجرأت عشرة عاملات موسميات على الحديث عن المضايقة والاعتداءات الجنسية. ثائرة، واحدة منهن، فتيحة (1)؛ تحكي عن خيبة أملها من إسبانيا، حيث تنتظر المحاكمة. “لقد تم بيعنا حلمًا: خمسة عشر يومًا من التدريب، من 37 إلى 40 يورو في اليوم، مسكن جيد … عند وصولنا، كل هذا كان كذبا زيفا”، ثائرة الأعصاب هذه المغربية ذات الرابعة والثلاثين عامًا، والتي تم تشغيلها لأول مرة. و منذ إدلائها بشهادتها، طلب زوجها الطلاق. معظم العاملات الزراعيات الموسميات لا يجازفن مخاطرات بأنفسهن بالكلام عن ما يتعرضن له خشية عدم استدعائهن السنة المقبلة. بعضهن تثرن بحذر وخجل حالات المضايقة في العمل. “إن المحاسبة اليومية ومراجعة الصناديق أمر يبعث على التوتر والتشنج. تأوهات أرباب العمل وغالبا غير محترمين. يضعوننا تحت الكثير من الضغط للعمل بسرعة. “إذا لم نحقق هدف الإنتاجية في اليوم الواحد، فإنهم يعيدوننا إلى المنزل”؛ تصف أمينة وهي أم ظلت في ذهاب وإياب منذ عام 2007. “في البداية، أزعجنا رؤساؤنا في العمل. لكننا كنا صبورات لأن لدينا أطفال لإطعامهم. توضح العاملة ذات 37 عامًا: “الآن يتركوننا بسلام”.
في اليوم الموالي ليوم عملهن الأخير، تتوق النساء اللواتي يصلن إلى طنجة في منتصف ما بعد الظهر إلى العودة إلى المنزل. تقول أمينة وهي تسحب حقائبها في أسرع وقت ممكن: “أستقل الحافلة مباشرة إلى أكادير”. وجهها يؤطره حجابها الأبيض، وقد خط التعب ملامحها ،وما زال عليها أن تقضي الليلة في الحافلة من أجل لقاء ابنها وابنتها، الذين لم ترهما منذ خمسة أشهر. “اعتدت افتقادهما”؛ تقول خديجة (1)، عاملة فراولة أخرى، بنبرة حبلى بالمرارة.
إن كونها أم لطفل أقل من 18 سنة هي واحدة من المعايير التي وضعتها Anapec، وهي وكالة التوظيف المغربية التي تدير التوظيف. وهذه هي الطريقة الوحيدة لضمان عودتهن إلى بلدهن بمجرد انتهاء عقدهن. فقط النساء اللواتي يأتين أيضاً من المناطق الريفية ويتراوح عمرهن بين 18 و 45 سنة يمكنهن التقديم بموجب الاتفاقية الثنائية، التي يطلق عليها “«win-win», “، والتي وقعها المغرب وإسبانيا في عام 2006.
“نساء طيعات ”
فمن ناحية ، هذا البرنامج المتعلق ب “الهجرة الدائرية” يلبي الاحتياجات الاقتصادية الإسبانية ويسمح للاتحاد الأوروبي بالتحكم في تدفقات الهجرة. ومن ناحية أخرى، يجلب العملة الأجنبية ويشارك في تطوير المغرب. في السنة الأولى، تم إرسال 1800 امرأة إلى حقول الفراولة الإسبانية، بمعدل تسرب يبلغ 50٪. من بين 17000 عاملة في عام 2009 ، 4.5٪ منهن لم يعدن إلى المغرب.
بعد انخفاض إلى 2100 إمرة خلال الأزمة الاقتصادية الإسبانية، تراجعت أعدادهن هذا العام، حسب شادية عراب الباحثة الجغرافية في CNRS، ومؤلفة كتاب ” سيدات الفراولة”، أصابع خرافية (2018 بالكامل). “هذا البرنامج غير متوازن. فإذا كان هذا البرنامج يقدم دعما ماليا لنساء في وضعية هشة، وغالبا ما يكن أميات فلم تواكب أي واحدة منهن لخلق مشروعها أو مقاولتها التجارية الخاصة بها في المغرب، ترى الباحثة، التي كانت شاهدة على حالات التحرش في أماكن العمل أثناء التحقيق. هذا النظام يريد نساء طيعات، تدرن أرباحا، وغير مكلفات، منصاعات، وصامتات. يخرسن ويتكيفن مع متطلبات ” الباطرون” لضمان عودتهن إلى العمل مجددا في العام الموالي “. وللإضافة:” جميع أرباب العمل لا يحترمون العقد. بعضهم قام بتركيب كاميرات مراقبة ، والبعض الآخر لا يضمن النقل من أجل التسوق، ولا الإقامة الآمنة أو أيام تكوين “.
منزلقات ناتجة بالتأكيد عن الاختفاء ، في عام 2012 ، وسطاء عن مؤسسة للعمال الأجانب في هويلفا (Futeh) الذين جاءوا للمراقبة على الأرض و في الميدان.حفزت مسألة الشكاوى في ويلفا الجمعيات المغربية والإسبانية على التحرك . “إننا سوف تفتح هذا الملف ونطلب من الحكومة المغربية تحسين شروط التوظيف والعمل، مثل الحصول على تعويضات عن العطل والبطالة والتأمين”، طالبت رئيسة فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، ، لطيفة بوشوى. وحتى بدون هذه التحسينات في ظروف وشروط العمل، فإن “نساء الفراولة ” يتمنين العودة إلى إسبانيا في العام المقبل. “بما أن في المغرب، العمل شاق. لكن هنا الدفع جيد “؛تقول أمينة.

 

مصدر المقال

Sign In

Reset Your Password