تمر العائلة الملكية السعودية بأسوأ مرحلة لها منذ اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز سنة 1975 نتيجة الضجة الدولية حول تورط القيادة السعودية في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي الثلاثاء من الأسبوع الماضي. وبدأت أصوات أمراء يطالبون الملك سلمان بن عبد العزيز الإسراع بحل يحفظ البلاد والملكية، بينما بدأ محمد بن سلمان يدق أبواب الأمراء ومنهم تركي بن فيصل والأمير الوليد بن طلال لمساعدته في مخاطبة الغرب.
ووفق معلومات حصلت عليها جريدة القدس العربي، شكلت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ثم بريطانيا زلزالا حقيقيا وسط العائلة الملكية السعودية آل سعود، حيث بدأ الكثير من أفرادها يشعرون الخطر على المؤسسة جراء التصرفات الخطيرة لولي محمد بن سلمان.
وتؤكد مصادر على اطلاع على أحوال العائلة الملكية أن مستقبل محمد بن سلمان قد انتهى كملك، لا أحد سيقبله في العالم بعما بدأت تتبين خيوط تورطه في مقتل هذا الصحفي بطريقة بشعة، وإذا تبين تورطه لن يستقبله أحدا في الغرب بل وسيصبح خطرا على استمرار الملكية نفسها بسبب العقوبات التي قد تفرض على السعودية وتصنيفها كدولة مارقة.
وقد بدأ هذا يشجع بعض الأمراء على مطالبة الملك سلمان بن عبد العزيز باستعادة العمل بآليات العائلة الملكية التي جمدها محمد بن سلمان بعد توليه ولاية العهد واعتقاله للأمراء. ويلتزم الملك الصمت متابعا التطورات بذهول.
ويبقى المثير هو بدء محمد بن سلمان دق أبواب أمراء كبار أمثال تركي الفيصل مدير المخابرات السابق والسفير السعودي السابق في واشنطن ليساعده على مخاطبة الدولة العميقة في الولايات المتحدة لتخفيف ضغط ترامب على الرياض. لكن من المستبعد تلبية تركي الفيصل للطلب لأن كان يعتبر خاشقجي مثل أخيه الصعير.
كما يدق محمد بن سلمان باب الوليد بن طلال مطالبا إياه مخاطبة التجمعات المالية الكبيرة في الولايات المتحدة . وفي الوقت ذاته، بدأ محمد بن سلمان يتعهد لبعض الأمراء بوقف حملة الاعتقالات وبناء وحدة العائلة من جديد.
ويقول المصدر نفسه لجريدة القدس العربي “ما يقع للعائلة الملكية الآن في السعودية يتجاوز الأزمة التي وقعت سنة 1975 باغتيال الملك فيصل، وقتها توحدت العائلة واكتسبت السعودية تعاطفا كبيرا في الداخل والخارج بسبب مواقف الفيصل التاريخية ومنها قطع البترول عن الغرب ودفاعه عن القضية الفلسطينية ووحدة العرب والمسلمين”. ويضيف “أما الآن، فالعائلة مشتتة بسبب سياسة محمد بن سلمان وستخرج أكثر انقساما بسبب هذه الأزمة، ولا يمكن استبعاد أنها قد تبعد ولي العهد عن العرش”.