اختطفت السعودية الصحافي جمال خاشقجي الذي يعيش في وضع لجوء في الولايات المتحدة، وذلك عندما توجه الى تركيا لتسوية بعض أوضاعه العائلية للزواج. وتعتبر السعودية من الدول التي تلاحق صحفيي بلادها والنشطاء الذين ينادون بحرية التعبير.
في هذا الصدد، أعلنت جمعية “بيت الإعلاميين العرب في تركيا” فقدان الاتصال بالإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، بعد توجهه لمقر قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، للقيام ببعض الإجراءات الرسمية، وهو ما أكدته خطيبته. وقالت هذه الأخيرة أنه “دخل المبنى الدبلوماسي، وبعد ساعات خرج موظف وأخبرني أن خاجقشي يأمرني بالانصراف، ووقتها اتصلت بمسؤولين أتراك والاعلاميين العرب”.
وأعربت الجمعية في بيانها عن قلقها البالغ حيال ذلك، مضيفة “عدم التوصل لأية أخبار عن خاشقجي الموجود منذ فترة بإسطنبول كمواطن سعودي حر، أمر يثير قلقاً عميقاً لدى الإعلام التركي والعربي حول انتهاكات حقوق الإنسان التي نمت بالمملكة العربية السعودية خلال الآونة الأخيرة”.
وبعد وصول الأمير محمد بن سلمان الى ولاية العهد، اضطر الى ترك البلاد تحت سيف المراقبة والملاحقة حيث كان يتزعم تيارا إصلاحيا عبر جريدة الوطن، التحق خاشقجي بالولايات المتحدة وبدأ الكتابة في جريدة الواشنطن بوست منتقدا سياسة ولي العهد.
وفي تطور جديد، نشر موقع “الجزيرة نت” عن مراسله في إسطنبول، قوله إن قوات الأمن التركية دخلت إلى مقر القنصلية السعودية في إسطنبول لتفتيشه إثر أنباء عن اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية. وقال الموقع إن “عناصر من الشرطة التركية دخلوا مبنى القنصلية في منطقة باشيكطاش بإسطنبول للبحث عن خاشقجي ولم يجدوا شيئا”، مضيفا أن “الشرطة التركية تحققت من كاميرات المراقبة التي أظهرت أن خاشقجي غادر مبنى القنصلية بعد 20 دقيقة من دخولها، الأمر الذي يرجح تعرضه لعملية اختطاف”، وفق تعبيره. وقالت وسائل إعلام تركية إن السلطات هناك تتابع القضية على أعلى المستويات، وأنها رفعت الإجراءات الأمنية في كافة المعابر البرية والبحرية والجوية لمنع نقله إلى خارج البلاد.
ومن شأن هذا الحادث أن يؤدي الى أسوء أزمة بين تركيا والعربية السعودية، حيث لن يسمح الأتراك للسعوديين بتنفيذ عملية مثل هذه في أراضيهم.
ويذكر ان حادثة اختفاء خاشقجي ليست الأولى في تاريخ هذا البلد غير الديمقراطي حيث سبق أن تعرض كل من الأمير سلطان بن تركي بن عبد العزيز والأمير تركي بن بندر والأمير سعود بن سيف النصر لعمليات اختطاف من عواصم أوروبية وأعيدوا إلى الرياض ليدفعوا ثمن انتقادهم سياسة الحكم في البلاد.