أصبح وزراء حزب العدالة والتنمية يتفوقون في بعض الأحيان على وزراء السيادة في إلقاء تصريحات “فاك نيوز”، وهي التصريحات الغريبة التي تثير غضب وسخرية الرأي العام في شبكات التواصل الاجتماعي.
وتختزن ذاكرة الشعب المغربي الكثير من تصريحات المسؤولين المغاربة التي تدخل في خانة “فاك نيوز” وهي الأخبار القائمة على معلومات خاطئة عن سوء نية وتعمد لتجميل الأوضاع وتغليط الرأي العام. ومن ضمن هذه التصريحات الشهيرة تلك المرتبطة بالعثور على البترول في منطقة تالسنيت، واعتقد المغاربة في الغنى قبل أن يستفيقوا من حلم لم يرقى الى مستوى السراب.
وتدريجيا، بدأ وزراء حزب العدالة والتنمية يحتلون صدارة “فاك نيوز” بتصريحاتهم الغريبة، ويؤرخ الفايسبوك ويوتوب بدقة لهذه التصريحات. ومن أبرز التصريحات التي لا ينساها المغاربة تلك التي صدرت عن رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران عندما قال في قناة الجزيرة “عفا الله عما سلف”، خلال معالجته لمشكل مهربي الأموال ومختلسي الممتلكات العمومية. تصريح أثار غضب المغاربة بحكم تزامنه مع اندلاع الربيع العربي الذي كان يحمل من ضمن المطالبة الشفافية وملاحقة من تسببوا في فشل البلاد.
وينتمي مصطفى الرميد الى شريحة وزراء “فاك نيوز”، فهذا الوزير المعروف بتصريحاته التي تصل الى ما يصطلح عليه “سليط اللسان” ابتلع لسانه عندما علق على ظهور حسابات سرية في بنوك سويسرية لنافذين في المغرب بأن وزاته لا تمتلك خبراء للتحقيق في مثل هذه الملفات. ورأى المغاربة في ها التصريح تزكية لفساد المسؤولين الكبار، وقمة التناقض مع مسؤول يردد ليل نهار بأنه يخاف فقط من الله وفجأة “طاحوليه كواريه” في هذا الملف.
ولاحقا، قامت وزيرة الشؤون الاجتماعية بسيمة الحقاوي بتقييم التقدم في المغرب باستطاعة المغربي العيش ب 20 درهم، وتسببت في موجة من السخرية والنقد بحكم أن هذا يتناقض مع الواقع، وفي الوقت ذاته، هناك مغاربة يعيشون بتقاعد لا يتجاوز 300 درهم في الشهر.
ورغم إلمامه بالتواصل والاعلام عموما، سقط مصطفى الخلفي في ظاهرة فاك نيوز أكثر من مرة، وربما هذا عائد الى طبيعة عمله كناطق باسم حكومة تجمع بين الكثير من التناقضات ومطالب بتبرير ما لا يبرر. ومن أبرز سقطات الخلفي ذلك التصريح الذي صدر عنه الأسبوع الماضي في تعليقه على موجة هجرة/نزوح الشباب نحو شواطئ اسبانيا بأن “المغرب يتوفر على فرص شغل هائلة”. تسبب تصريح الخلفي في موجة من السخرية الأليمة في شبكات التواصل الاجتماعي، وتساءل أكثر من واحد: كيف يصدر تصريح عن وزير يفترض فيه الوعي بالواقع المغربي ومطالب بتجنب التصريحات المستفزة للشباب والمغاربة عموما؟
وآخر المنضمين الى “قافلة فاك نيوز” وزير الشغل محمد يتيم بقوله باستطاعة المغربي العيش بالسميك الذي هو أقل من ثلاثة آلاف درهم، هل يقصد المغربي الذي يعيش في قرية، وقد يكون مقبول، ولكن القرية لا توفر للمغربي العادي السميك، بينما ثلاثة آلاف درهم لا توفر العيش الكريم للمواطن المغربي في مدينة متوسطة مثل تطوان، حيث فاتورة الماء والكهرباء تتجاوز 40% من الأجرة الشهرية، فكيف الحال في مدينة مثل الدار البيضاء.
لقد استبق المغاربة في أحاديثهم التهكم على ظاهرة فاك نيوز عندما أبدعوا مقولة “إذا كنت في المغرب فلا تستغرب”، ولهذا لا يستغرب المغاربة من تصريحات “فاك نيوز” لوزراء العدالة والتنمية.