يعمل المبعوث الشخصي للأمين العام في ملف الصحراء، هورست كوهلر على تدويل المباحثات وتنويع الآراء بشأن هذا النزاع أكثر من سابقيه، وآخر من استشارهم السويد التي تتبنى موقفا يقلق المغرب كثيرا.
في هذا الصدد، عقد هورست كوهلر لقاء مع وزيرة الخارجية السويدية مارغوت والستروم خلال الأيام الماضية لبحث نزاع الصحراء، ولم يصدر بيانا يتضمن مضمون اللقاء إلا أنه بدون شك ركز على رؤية هذا البلد للنزاع بحكم أن السويد إضافة الى عضويتها في مجلس الأمن تمثل تيارا داخل الاتحاد الأوروبي يدعو الى تسريع استفتتاء تقرير المصير.
ولوحت السويد منذ سنتين باحتمال الاعتراف بما يسمى الجمهورية الصحراوية لكنها تراجعت بعد تقرير أنجزه أحد خبرائها في شؤون المغرب العربي الذي قال بعدم توفر الشروط للاعتراف ولكنه أيد تقرير المصير.
في الوقت ذاته، تزعمت السويد حملة عدم تجديد اتفاقية الصيد البحري مع المغرب وفرضت رفقة بريطانيا والدنمرك شروط في اتفاقية 2013 ومنها تخصيص مبالغ مالية لتنمية منطقة الصحراء وضرورة مراجعة محاسبين أوروبيين طريقة صرف هذه الأموال.
وكادت العلاقات المغربية-السويدية أن تصل الى القطيعة خلال السنوات الماضية بسبب نزاع الصحراء لولا غلبة الحوار في آخر المطاف. وأصبحت السويد مصدر قلق حقيقي للرباط بسبب الصحراء، فهي تقود تيارا وسط الاتحاد الأوروبي يتبنى مواقف غير ودية تجاه المغرب، كما تلعب الدور نفسه الذي لعبته فنزويلا في مجلس الأمن للدفاع عن أطروحة البوليساريو.
وتأتي زيارة كوهلر الى السويد في إطار تدويل أكبر لملف المشاورات حول البحث عن نزاع الصحراء، وأقدم على مبادرات لم يقم بها من سبقوه، ومنها زيارة عضو غير دائم في مجلس الأمن لبحث النزاع مثل زيارته هذه الى السويد، بينما كان المبعوثون السابقون يزورون الدول الدائمة العضوية وأخرى لها علاقة مباشرة بالنزاع وهي موريتانيا والجزائر واسبانيا.
كما قام بزيارة مقر المفوضية الأوروبية وإجراء مباحثات مع المسؤولة عن العلاقات الخارجية والدفاع فدريكا موغيريني، وهو ما لم يحدث في الماضي. كما يحاول كوهلر جعل الاتحاد الإفريقي لاعبا أساسيا في البحث عن حل للنزاع، حيث التقى عدد من مسؤولي الاتحاد بمن فيهم المبعوث الخاص لهذا التجمع في نزاع الصحراء، خواكيم صيشانو.
ويتحفظ المغرب على مبادرات كوهلر، وطالب منه إبقاء النزاع في إطار الأمم المتحدة دون نقله الى منتديات أخرى مثل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وإشراك أطراف لم يسبق لها أن كانت محل مشاورة. وأبلغ وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة كوهلر بملاحظات وتحفظات المغرب في لقاء بين الطرفين جرى في العاصمة البرتغالية لشبونة منذ أسبوعين.