تهمت المجلة الفرنسية “ماريان” الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند ببيع دبلوماسية البلاد للسعودية على حساب حقوق الإنسان وشفافية العلاقات الدولية مقابل صفقات أسلحة وصفقات تجارية ضخمة.
وخلال الشهور الأخيرة، تناولت وسائل الاعلام والطبقة السياسية اليسارية واليمينية المتطرفة العلاقات بين باريس والرياض بالنقد والاعراب عن عدم ارتياحها لهذه العلاقة، وقارنتها بالعلاقة التي كانت بين قطر وفرنسا إبان رئاسة نيكولا ساركوزي.
ولكن الأمر تطور الى موضوع الساعة في هذا البلد الأوروبي بعدما منح الرئيس هولند لولي العهد السعودي محمد بن نايف وسام جوقة الشرف، مما جعل الاحتجاجات تتفاقم بسبب السجل الأوسد للرياض في حقوق الإنسان ونشر التطرف، الى مستوى دفع الممثلة الشهيرة صوفي مارسو رفض الوسام. ويقول المناهضون أن باريس لم تأخذ الدرس من الربيع العربي عندما وقفت الى جانب الدكتاتوريين في العالم العربي وتعهدت بعد سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بنعلي بعدم دعم الدكتاتورية مطلقا.
وكانت باريس قد منحت الوسام لولي العهد السعودي منذ أسبوعين في صمت قبل انتشار الخبر في وسائل الاعلام. وبرر رئيس الحكومة مانويل فالس في تصريحات له خلال الأسبوع الجاري منح الوسام بأنه يدخل ضمن تقاليد العلاقات الخارجية ولا يعني تأييد ودعم الرياض في سياستها.
وتحت عنوان كبير ومثير، كتبت مجلة “ماريان” في عددها الأخير “كيف تبيع فرنسا نفسها للعربية السعودية: العار”. استعرضت فيه العلاقة بين الرياك وباريس خلال رئاسة فرانسوا هولند، ونشرت برقيات دبلوماسية مسربة حول هذه العلاقة.
وتكتب أن الرياض تلاعبت بباريس لتقوم الأخيرة بالضغط على الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ملف السوري. في الوقت ذاته، تنشر محضر لقاء بين مدير المخابرات السعودية ونظرائه الفرنسيين سنة 2013 وكيف كان يتحدث عن تمويل وتسليح المتطرفين والإرهابيين في سوريا لمواجهة الأسد.
وتنشر وثيقة توصل بها وزير الخارجية السابق لوران فابيوس سنة 2012 حول مساعي السعودية أسلمة معارضة نظام بشار الأسد، لكنه لم يقم باي شيء لمواجهة هذا بل فضل الانخراط في التعامل مع السعودية بدون شروط.
وبعد استعراض الكثير من الحالات المعززة بالوثائق، تنتهي المجلة الى نتيجة وهي أن فرنسا باعت نفسها الى العربية السعودية مقابل صفقات تبلغ 30 مليار يورو ومنها صفات الأسلحة.
وأمام بدء تدهور العلاقات بين السعودية مع حليفيها التقليديين بريطانيا الولايات المتحدة، تحاول فرنسا التحول الى مخاطب رئيسي للرياض في الغرب.