اتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعض الدول العربية وعلى رأسها العربية السعودية بأنها شجعت الإرهاب في العالم وخاصة العالم الاسلامي بسبب ترويجها للفكر الوهابي الذي يعتبر أحد مصادر التكفير في الممارسات الحالية وامتدت نتائجه الى دول ومنها المغرب.
وفي حوار هام للغاية مع مجلة دي أتلنتيك في عددها الأخير، وجه باراك أوباما انتقادات قوية للنظام السعودي وبعض الدول العربية لأنها قامت بتشجيع الفكر الديني المتطرف في عدد من الدول ومنها العالم الإسلامي، حيث استشهد بأندونيسيا التي عاش فيها جزءا من حياته. وفي المقابل، برأ إيران من الإرهاب في العالم.
ويلتقي باراك أوباما مع نتائج الكثير من خبراء محاربة الإرهاب الذين يعتبرون نشاط الجمعيات السعودية في الترويج للفكر السعودي حاسمة لفهم تطور التطرف في العالم وهو التطرف الذي تحول لاحقا الى إرهاب. وكان المدير السابق للمخابرات المدنية المغربية أحمد حراري قد اتهم سنة 2005 في مؤتمر دولي في السعودية الفكر الوهابي بأنه وراء انتشار التطرف في العالم.
والمثير أنه في الحوار نفسه، اتهم أوباما السعودية ودول سنية أخرى بالتسبب في توترات إقليمية ومحاولة جر الولايات المتحدة الى حروب هي في غنى عنها. ويقصد الحرب في اليمن وكذلك في العراق ولبنان وسوريا.
وليست هذه المرة الأولى التي يوجه فيها باراك أوباما انتقادات لأنظمة الخليج الملكية بل سبق وأن أدلى بتصريحات سابقة كانت أقل حدة في حوار مع جريدة نيويورك تايمز خلال أبريل الماضي عندما قال أن ما يهدد العرب السنة ليس إيران بل المشاكل الداخلية التي تعاني منها الشعوب السنية.
وقال وقتها مخاطبا الأنظمة الملكية السنية كيف يمكننا أن نبني قدراتكم الدفاعية ضد التهديدات الخارجية، ولكن أيضا، كيف يمكننا أن نعزز الجسد السياسي في هذه البلدان، بحيث يشعر الشباب السنة أنهم لديهم شيئا آخر سوى (داعش) للاختيار من بينه. … أعتقد أن أكبر التهديدات التي يواجهونها قد لا تكون قادمة من إيران المهاجمة. إنه سوف يكون من الاستياء داخل بلدانهم. … هذا حوار صعب لإجرائه ولكن يجب علينا أن نجريه”.
ويبدو أن تنبيهات أوباما للسعودية ودول الخليج لم يكن لها تأثير ولم تأخذها بعين الاعتبار، ولهذا عاد مجددا في حوار مع مجلة “ذي أتلنتيك” في عددها الأخير ليوجه اتهامات واضحة لنظام دولة السعودية ودول خليجية أخرى بأنها مسؤول عن التطرف في العالم بسبب الترويج للوهابية.
وانتفض بعض الأمراء ضد تصريحات باراك أوباما ومنهم تركي الفيصل السفير السابق في واشنطن ومدير المخابرات السعودية سابقا، متهما أوباما في مقال في جريدة الشرق الأوسط بالميل الى إيران ونسيان صادقة أمريكية-سعودية عمرها ثمانون سنة.
ويرى المراقبون أن تصريحات باراك أوباما هي توجه جديدة للإدارة الأمريكية مستقبلا في اعتبار العربية السعودية دولة ثانوية في السياسة الدولية وفي أجندة البيت الأبيض عكس الماضي.
ومن جانب آخر، لم يتحدث أوباما عن المغرب مباشرة ولكنه انتقد الدول السنية المتورطة في الحرب ضد اليمن. ويعتبر المغرب من الدول التي انخرطت في المشاريع الحربية للعربية السعودية والإمارات العربية ومن شأن رؤية البيت الأبيض أن تمتد الى المغرب وإن كان بشكل أقل.
مقال ذو صلة بالموضوع