على بعد سنة من نهاية ولايته الرئاسية الثانية، يرغب الرئيس الأمريكي باراك أوباما إغلاق المعتقل الرهيب غوانتانامو، وهو السجن الذي اعتقل فيه المئات بتهمة الإرهاب بعد 11 سبتمبر ومن ضمنهم مغاربة.
وكان أوباما قد تعهد مباشرة بعد وصوله الى البيت الأبيض إغلاق هذا المعتقل الرهيب الذي أقامه سلفه جورج بوش بعد تفجيرات 11 سبتمبر الإرهابية وأساسا بعد غزو أفغانستان، حيث بدأ نقل العشرات من المعتقلين الى غوانتانامو ليصبحوا بالمئات.
ويقع هذا السجن أقصى جنوب جزيرة كوبا، وهي منطقة عسكرية تتواجد فيها الولايات المتحدة منذ طردها لإسبانيا من الجزيرة سنة 1898، وتطالب كوبا باستعادة هذا الخليج دون جدوى حتى الآن.
واختارت إدارة الرئيس جورج بوش هذه المنطقة حتى لا يتم تطبيق القوانين المدنية الأمريكية على المعتقلين في حالة ما إذا جرى حبسهم داخل الولايات المتحدة.
وواجه الرئيس أوباما الكثير من المشاكل من أجل إغلاق هذا المعتقل، أبرزها عرقلة النواب الجمهوريين لعملية الاغلاق رافضين استعمال المال العام في نقل المعتقلين الى السجون الأمريكية، مثل رفض الكثير من الدول استقبال مواطنيها المعتقلين كحالة الكويت. وفي المقابل، قبلت دول أخرى استقبال بعض المعتقلين وإن لم يكونوا من مواطنيها مثل حالة الأوروغواي.
ويراهن باراك أوباما خلال ما تبقى له من شهور في البيت الأبيض التوصل الى اتفاق مع الكونغرس لإغلاق هذا المعتقل ونقل من تبقى من المعتقلين الى سجن في الولايات المتحدة. ويواجه انتقادات الجمعيات الحقوقية الأمريكية والدولية بأنه لا يمكن الإبقاء على اعتقال أشخاص لفترة مفتوحة ودون أجل.
وأساء معتقل غوانتانامو كثيرا الى صورة الولايات المتحدة لدى الرأي العام العالمي، حيث تحول الى عنوان لخروقات حقوق الإنسان، وأضعف خطاب واشنطن حول حقوق الإنسان في العالم خاصة بعد انفجار ملف آخر وهو سجب أبو غريب، السجن العسكري الأمريكي في العراق.
ويعتبر غوانتانامو ملفا عالميا مس الكثير من الدول ومنها المغرب، حيث تم اعتقال عدد من المغاربة في هذا السجن في جزيرة كوبا وتم الإفراج عن بعضهم وتسليمهم للمغرب وآخرهم يونس الشقوري الذي يواجه في المغرب محاكمة بتهمة المس بأمن الدولة بعدما أسقطت عنه تهمة الإرهاب. وبلغ عدد المغاربة الذين جرى تسليمهم 13 مغربيا بينما جرى نقل واحد الى اسبانيا ويوجد رهن الاعتقال بعدما تورط في أعمال تحريضية على الإرهاب. ويستمر مغربي واحد في غوانتانامو وهو ناصر عبد اللطيف رهن الاعتقال هناك.
وفي الوقت ذاته، تحدثت تقارير حقوقية مغربية ودولية وحكومية أمريكية عن تولي مغاربة التحقيق في غوانتانامو ونقل بعض المعتقلين الى سجون سرية في المغرب للتحقيق معهم.