يطلب آلاف المغاربة اللجوء السياسي في دول أوروبا لضمان البقاء في هذه الدول، لكن ما أقدم عليه مجموعة من الشباب المغربي في مليلية المحتلة يعتبر سابقة بكل المقاييس حيث حاولوا حرق العلم المغرب وطالبوا الدولة بمغادرة الريف أملا في تفادي طردهم.
وتتحدث الجريدة الرقمية “الفارو ديجيتال” يومه الثلاثاء عن ثمانية شبان مغاربة يقيمون في مليلية المحتلة منذ عشرة أيام ويعيشون في العراء بعدما طلبوا اللجوء السياسي والحماية الدولية، وبرر البعض منهم اللجوء بالمثلية الجنسية وآخرون بسبب أفكارهم التي تدعو الى استقلال الريف وآخرون بسبب تغيير الديانة من الاسلام الى المسيحية.
واعتادت اسبانيا عدم منح اللجوء السياسي للمغاربة إلا في حالات ناذرة ومعدودة للغاية خلال الثلاثين سنة الأخيرة، وقد لا تتجاوز ربما العشرة.
ولتفادي طردهم نحو المغرب أقدموا على عمل لا سابقة له ويتجلى في التظاهر في ساحة اسبانيا يوم الاثنين من الأسبوع الجاري وحمل لافتة كتب فيها “محمد السادس وحكومته اخرجا من أراضينا”، وذلك في إشارة الى مطالب استقلال الريف. وحاول الشبان الثمانية حرق العلم المغربي كاحتجاج، ولكن الرياح القوية منعتهم من ذلك ومزقوا العلم في الأخير.
وينشر الثمانية صورا لهم في الصحافة المحلية في مليلية وتصريحات تنتقد رموز الدولة المغربية مثل الملك والعلم وقضايا مثل استقلال الريف لضمان البقاء في مليلية والانتقال الى اسبانيا.
وكان هؤلاء الشباب يقيمون في مركز الإيواء وكان عددهم في البدء 14 مغربيا، وبعدما رفضت اسبانيا طلب اللجوء وطردت أربعة منهم نحو الأراضي المغربية، راهن الباقي على هذه الطريقة لتفادي ترحيلهم الى الناضور.
والمفارقة المؤسفة أنه حتى الأمس القريب، كان شبان يتظاهرون في ساحة اسبانيا يطالبون بخروج اسبانيا من مليلية، وتعرض بعضم للملاحقة من طرف المغرب، والآن انقلبت الآية، يتظاهر آخرون ضد المغرب.