تحتضن العربية السعودية هذه الأيام مناورات عسكرية كبيرة “رعد الشمال” بمشاركة الكثير من الدول ومنها المغرب، وتتزامن هذه المناورات وإعلان السعودية إرسال قوات برية الى سورية لمحاربة داعش، وهي المشاركة التي لم تستبعد الرباط المشاركة فيها تحت شعار “التضامن مع الدول العربية الصديقة”، بينما التوتر يرتفع الى مستويات خطيرة نتيجة التدخل العسكري التركي في سوريا تحت ذريعة مواجهة الأكراد الذين تصفهم بالإرهابيين.
ونشرت قناة العربية في موقعها الرقمي يومه الأحد مقالا تتحدث فيه عن مناورات ضخمة شمال السعودية بمشاركة الكثير من الدول وبعتاد حربي متطور، واصفة هذه المناورات بالأضخم من نوعها.
ويشارك في هذه المناورات علاوة على السعودية المنظمة لها الإمارات العربية المتحدة، والأردن، والبحرين، والسنغال، والسودان، والكويت، والمالديف، والمغرب، وباكستان، وتشاد، وتونس، وجزر القمر، وجيبوتي، وسلطنة عمان، وقطر، وماليزيا، ومصر، وموريتانيا، وموريشيوس، إضافة إلى قوات درع الجزيرة. وتغيب عنها دول مثل تونس والجزائر.
وكعادته، لم يعلن المغرب رسميا عن مشاركته في هذه المناورات ونوعية الجنود هل كوماندوهات خاصة أو سلاح الطيران أو المشاة وهل يتعلق الأمر بجنود قادمين من المغرب أم بالدين يتواجدون مسبقا في منطقة الخليج العربي. وتأتي مشاركة المغرب في إطار السياقات التالية:
في المقام الأول، وجود مباحثات غير رسمية، اعترف بها وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار يوم الثلاثاء الماضي خلال لقاءه بنظيره السعودي عادل الجبير، بشأن مشاركة المغرب في اجتياح بري للأراضي السورية الذي أعلنت عنه الرياض. وبالتالي، فهذه المناورات قد تكون مقدمة لتدخل بري في سوريا، وإن كان المراقبون يستبعدونه.
في المقام الثاني، ارتفاع التوتر في الشرق الأوسط بشكل شبيه بما حدث من اجتياح الولايات المتحدة للعراق سنة 2003، خاصة بعد اقتحام قوات تركية الأراضي السورية ابتداء من يومه السبت 14 فبراير الجاري تحت ذريعة مواجهة الأكراد الذي تصفهم بالإرهابيين، واعتبرت دمشق التدخل التركي مقدمة لاجتياح شامل رفقة السعودية، وبالتالي احتمال نشوب تبادل للنار مع الطيران الروسي في حالة انفلات الوضع العسكري من السيطرة.