تعتبر الانتخابات الأمريكية هامة للمنتظم الدولي بسبب تأثير هذا البلد في القرارات الدولية عسكريا وسياسيا وخاصة في الأمم المتحدة. ويتابع العالم باهتمام تطورات الانتخابات التمهيدية، وتتساءل كل دولة: من هو المرشح الأنسب لمصالحها. وبصيغة مغربية: من هو المرشح الأنسب للمغرب ضمن قائمة المرشحين حاليا.
ورغم عدم وجود مرشح رئيسي عن كل حزب، الديمقراطي والجمهوري لحوض الانتخابات النهائية، فقد بدأت المؤشرات والمعطيات، بعد الانتخابات التمهيدية في ولايتي إيوا ونيوهامشر، تشير الى انحصار الصراع بين أربعة وهم: هيلاري كلينتون وبيرني ساندرس عن الحزب الديمقراطي من الحزب الجمهوري ودونالد ترامب وتيد كروز دون استبعاد جون كاسيتش الذي قد يخلق المفاجأة.
والسؤال: من هو المرشح المحبذ من طرف الدولة المغربية؟ تاريخيا، كانت الدولة المغربية تحبذ رؤساء جمهوريين نظرا للتفاهم الذي حصل معهم في قضايا ثنائية وقضايا دولية. وحرص الرؤساء الجمهوريون على مصالح المغرب وأبرزهم الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان إبان الحرب الباردة.
وعليه، مع رئاسة الحزب الجمهوري للبيت الأبيض، لا يجد المغاربة مشاكل تذكر، وقد تميل الدولة المغربية الى مرشحين، وهما، تيد كروز لأنه يمثل تيار المحافظين الذي يرغب في الحفاظ على علاقات الصداقة مع الدول الصديقة للولايات المتحدة. وقد يتكرر هذا مع جون كاسيتش.
ورغم تصريحاته الاستعراضية، قد تنظر الدولة المغربية بنوع من الترحيب الى دونالد ترامب. ويتجلى السبب في أطروحات ترامب التي تهدف الى إحياء ميراث رونالد ريغان الذي كان يعتمد صداقة حقيقية مع من يعتبرهم حلفاء وشركاء حقيقيين لسياسة واشنطن. وكان ريغان هو الذي قدم مساعدات اقتصادية وسياسية وعسكرية للمغرب في حرب الصحراء. ورغم اندفاعه الانتخابي، فالرزانة قد تتغلب على دونالد ترامب إذا وصل الى البيت الأبيض.
وتبقى تجربة المغرب مع بعض الرؤساء الديمقراطيين مريرة وخاصة جيمي كارتر في النصف الثاني من عقد السبعينات والرئيس الحالي باراك أوباما. فقد همش كارتر المغرب بسبب نزاع الصحراء وامتنع عن تزويده بأسلحة متطورة إبان الحرب. ومع مجيئ باراك أوباما، تكرر السيناريو سياسيا، حيث تعرضت العلاقات الثنائية لبرودة ومنها بعض مبادرات الدبلوماسية الأمريكية مثل محاولة تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان. لكن العلاقات في ولايتي بيل كلينتون تحسنت بشكل جيد، ونهجت هيلاري كلينتون إبان عمادتها للدبلوماسية الأمريكية نهج زوجها الديمقراطي.
وسيسود قلق وسط الدولة المغربية في حالة نجاح بيرني ساندرس وهو السياسي الذي بدأ يخلق مفاجآت حقيقية في السياسة الأمريكية بأطروحاته الاجتماعية ذات الطابع الاشتراكي. ورئيس من هذا النوع، لن يحمل أخبارا سارة للمغرب في ملف نزاع الصحراء. وتجربة باراك أوباما القريب من فكر ساندرس عنوان في هذا الشأن.
وبالتالي، تصوت الدولة المغربية رمزيا في هذه الانتخابات على هيلاري كلينتون أكثر من أي مرشح آخر ولو من الحزب الجمهوري. ويدخل تعيين الأميرة جمانة في سفارة المغرب في واشنطن ضمن الاعداد للوصول المفترض لهيلاري كلينتون للبيت الأبيض. وكان المغرب سخيا مع مؤسسة هيلاري كلينتون بتقديمه تبرعات مالية هامة. ولكن يبدو أن ساندرس سيفسد الحفل.
ومن باب النكثة السياسية، هل سيتم تعويض السفيرة جمانة بنبيلة منيب في واشنطن نظرا لاقتراب الأخيرة إديولوجيا من بيرني ساندرس وفريقه ونجاحها السابق مع حكومة اشتراكية في السويد كادت أن تعترف بجمهورية البوليساريو!