في ظل الغموض الذي يهيمن على الساحة السياسية الإسبانية بعد انتخابات التشريعية الأخيرة، يحضر بين الحين والآخر العنف السياسي اللفظي الذي بلغ مداه مع تهديد صادر عن سياسي اتجاه الملك فيلبي لاسادس بضرب عنقه إذا زار برشلونة، ورغبة مذيع شهير في فتح النار على سياسيين معارضين من حزب بوديموس.
وتنشغل اسبانيا سياسيا بالغموض الذي تمر منه جراء غياب الشروط لتشكيل أي حزب الحكومة المقبلة بعد نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 20 ديسمبر الماضي. وهذا الغموض يدفع الى تبادل الاتهامات بين القوى الكلاسيكية والقوى السياسية الصاعدة ومؤسسات الدولة.
ومن بين هذه الاتهامات تصدر بين الحين والآخر تصريحات تعبر عن العنف اللفظي السياسي، وتكون صادرة بسبب السخرية أو مواقف غضب. وسجلت الساحة السياسية خلال اليومين الأخيرين تصريحات مثيرة للجدل.
في هذا الصدد، لا تتمتع المؤسسة الملكية بتعاطف كبير وسط الشعب الإسباني الذي يوجد وسطه الكثير من أنصار الجمهورية. ويزداد غياب التعاطف في الأقاليم التي ترغب في الانفصال عن اسبانيا مثل بلد الباسك وكتالونيا. وفي هذا الاقليم الأخير، كانت بلدية برشلونة تعالج يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري سحب ميدالية ذهبية سبق وأن منحتها للأميرة كريستينا شقيقة الملك التي تحاكم بتهمة الفساد، وهو ما صادقت عليه، بعدما كانت خلال الصيف الماضي قد سحبت تمثالا للملك المتنازل خوان كارلوس وكذلك صورة الملك الحالي فيلبي السادس.
ووسط النقاش، قال ممثل حزب الائتلاف من أجل الشعب “كاب” وهو حزب يساري، جوسيب غارغانتي معلقا بسخرية على الملكية “إذا رغب الملك في التاج، سنعطيه التاج، وليحضر الى برشلونة لنضرب عنقه”.
ونطق بها على إيقاع موسيقي لأن الجملة في الأصل هي لأغنية مضادة للملكية، وأثار الكثير من الضحك وكذلك الاحتجاج في اجتماع مجلس البلدية. لكن تطور الأمر الى تساؤل حول مشروعية النطق بمثل هذه التصريحات وكيفية معالجة القضاء لها. وتناسلت تعاليق القراء في الصفحات الرقمية للجرائد من مرحب من باب المزاح بالتصريح وبين من يرفض ذلك ويدعو لتدخل القضاء، وجاء في تعليق مثير “لو نطق هذا السياسي بهذا في ملكية عربية لكان قد اجتمع بخالقه فورا”.
وفي حادث آخر، لم يتردد المذيع الشهير خمينيس دو سانتوس من راديو ليبرتاد ديخيتال من الاعراب عن رفضه لحزب بوديموس، الحزب اليساري الجديد، وكشف أنه لو التقى بأعضاءه، ذاكرا ثلاثة أسماء، وفي يده بندقية “لفتح النار عليهم مباشرة”. وهذا المذيع هو نسخة أقرب الى طريقة صحافة توفيق عكاشة المصري ولكنه باللغة الإسبانية.
التصريح بدوره يثير الكثير من الاحتجاج والترحيب، بين من يقول بعدوى كوبوي الى اسبانيا وبين من يتحدث عن أساليب الجنرال فرانكو في قمع الأحزاب السياسية.