انتهى مؤتمر جبهة البوليساريو بمجموعة من التوصيات منها عدم استبعاد العودة الى الحرب وبالموازاة مع ذلك شن حملة دبلوماسية ضد المغرب في المحافل الدولية. وتشير معطيات الواقع الى استبعاد رهان الحرب خوفا مما يعتبره البوليساريو ضياع مكاسب سياسية، وفي المقابل من المنتظر رفعه من إيقاع التحرك دوليا والبداية مع منتدى كرانس مونتانا في الداخلة.
وكانت جبهة البوليساريو قد عقدت مؤتمرها الرابع عشر الذي بدأ الأربعاء من الأسبوع ما قبل الماضي وانتهى في بداية الجاري، ومن عناوينه البارزة إعادة انتخاب محمد عبد العزيز رئيسا للجبهة للمرة 12 على التوالي، وهو ما جلب انتقادات للحركة التي لا تستطيع تقديم مرشح واحد بديل.
ومن ضمن التوصيات التي انتهى بها المؤتمر هناك توصية العودة الى الحرب في حالة فشل المفاوضات. ويلوح البوليساريو بالحرب منذ سنوات لتحقيق هدفين، الأول وهو الضغط على الأمم المتحدة لتضغط بدورها على المغرب ليكون لينا في المفاوضات، والهدف الثاني هو امتصاص الجيل الجديد من الشباب الصحراوي في المخيمات الذي يرغب في العودة الى السلاح ويتهم القيادة الحالية بالعجز.
لكن معطيات الواقع تشير الى استبعاد رهان السلاح في الوقت الراهن وعيا من البوليساريو بالعودة الى نقطة الصفر في حالة الحرب، حيث قد تؤدي الى تغيير سيناريو المفاوضات الحالية برمته ولن يلقى تفهما من الدول الغربية.
وفي المقابل، يعتبر البوليساريو أنه يحقق انتصارات دبلوماسية لا يمكنه التفريط فيها الآن. ومن ضمن ما يعتبره نجاحا قرار المحكمة الأوروبية إلغاء اتفاقية التبادل الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، ثم وقرار البرلمان الأوروبي بتوجيه توصية الى الأمم المتحدة لكي تراقب قوات المينورسو حقوق الإنسان في الصحراء.
ومن ضمن الأهداف التي سطرها على المدى القريب الضغط على المؤسسات الدولية والحكومات لكي لا تشارك في منتدى كرانس مونتانا في مدينة الداخلة.
وتخوض البوليساريو التي تنازع المغرب على سيادة الصحراء حربا دبلوماسية في المنتديات الدولية تنقسم الى قسمين، الأول وهو الجاب الحقوقي بالسعي الى تكليف المينورسو مراقبة حقوق الإنسان، بينما الهدف الثاني يتجلى في الحيلولة دون استثمارات في الصحراء أو تصدير منتوجات المنطقة الى الأسواق الدولية.