استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يوم السبت 12 ديسمبر الجاري وفدا مغربيا برئاسة وزير الخارجية صلاح الدين مزوار لبحث العلاقات الثنائية التي تشهد برودة على خلفية ملفات متعددة.
وأوردت وكالة الأنباء الموريتانية أن رئيس البلاد استقبل الوفد المغربي الذي كان مكونا من صلاح الدين مزوار ومدير المخابرات العسكرية ياسين المنصوري والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية بوشعيب عروب وسفير المغرب في نواكشوط عبد الرحمان بنعمر.
واكتفى البيان الرسمي الذي نشتره الوالة بالحديث عن العلاقات الأخوية بين البلدين، دون إعطاء تفاصيل حول مضمون المباحثات.
ويتبين من أهمية الوفد المغربي مضمون أهمية الأجندة التي جرت معالجتها من جهة، ورغبة المغرب في تطوير العلاقات من جهة أخرى.
وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها وفد مغربي رفيع المستوى في زيارة ثنائية لا علاقة لها باحتضان نواكشوط قمة، وكانت الأولى خلال نوفمبر من السنة الماضية عندما زار صلاح الدين مزوار نواكشوط. وجرى الحديث وقتها عن احتمال عودة العلاقات الثنائية الى طبيعتها عبر تعيين موريتانيا سفيرا لها، لكن ذلك لم يحدث بما في ذلك خلال الوقت الراهن.
وتمر العلاقات بين المغرب وموريتانيا بتوتر صامت ولكنه حقيقي يتجلى في غياب سفير موريتاني عن سفارة هذا البلد في الرباط منذ أربع سنوات بل وسحب القائم بالأعمال وعين طاقما من سفارة موريتانيا في الجزائر يسهر على شوؤن السفارة.
وكانت موريتانيا قد اتهمت المغرب بالتجسس عليها واحتضان معارضين للرئيس محمد ولد عبد العزيز ولد الإمام الشافعي ومحمد ولد بوعماتو وعدم قيام الملك محمد السادس بزيارة كانت مبرمجة له الى موريتانيا أو تحديد تاريخ لزيارة ولد عبد العزيز للرباط.
وقامت موريتانيا بتطوير العلاقات مع جبهة البوليساريو ومنها بعض القرارات الرمزية مثل تهنئة الملك محمد السادس بعيد العرش وفي الويم نفسه إرسال مساعدات الى مخيمات تندوف. ووصل الأمر بموريتانيا الى تقديم شكاية الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون تشتكي فيه من مخدر القنب الهندي القادم من حدودها الشمالية، في إشارة مبطنة الى المغرب.
في الوقت ذاته، قامت بإنشاء اتحاد دول الساحل وابتعدت عن المغرب العربي الى مستوى تصريح الرئيس بأن “ماذا حقق لنا المغرب العربي؟”.
وفي الوقت ذاته، فشل اللقاء الذي كان مرتقب الحدوث بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في قمة الهند-إفريقيا.
وكان أول تقارب حقيقي بين البلدين هو مشاركة فرقة عسكرية مغربية يوم 28 نوفمبر الماضي في احتفالات العيد الوطني/الاستقلال في موريتانيا.
ويبقى التساؤل العريض: هل سيترتب عن زيارة الوفد المغربي مصالحة بين البلدين وتعين موريتانيا سفيرا لها في الرباط؟