برمج المبعوث الخاص للأمن العام للأمم المتحدة كريستوفر روس ست زيارات الى الأطراف المعنية بنزاع الصحراء بما فيها منطقة الصحراء المغربية، ولقاءات في الأمم المتحدة. وسيحاول طيلة قبل نهاية ولايته سنة 2016 تحريك الملف وتحقيق نتائج قد تعتبر قفزة نوعية نحو الحل وتجنيب المنطقة عودة الحرب.
وكان كريستوفر روس قد قدم تقريرا الى مجلس الأمن يوم 8 ديسمبر الجاري، وتلقى دعما من المجلس لكي يستمر في مهام وساطته بين الأطراف المعنية بهذا الملف.
وتفيد مصادر قريبة من الأمم المتحدة بأن البرنامج الذي سطره كريستوفر روس رفقة موظفي الأمم المتحدة يتضمن رقما قياسيا في الزيارات الى المغرب ومخيمات تندوف والجزائر وموريتانيا، وهي ست زيارات. علاوة على زيارتين الى كل من مدريد وباريس ولندن وواشنطن وموسكو،وهي الدول التي تشكل “مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية” التي تساهم في البحث عن الحل وتقدم مقترحات. ويضاف الى هذا البرنامج لقاءات متعددة في الأمم المتحدة بين الأطراف المعنية.
وتتحدث المصادر الأممية عن تسطير كريستوفر روس زيارة الصحراء المغربية. وكان وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار قد تحدث يوم 9 نوفمبر الماضي لوكالة الأنباء الإسبانية إيفي عن منع روس من زيارة الصحراء. وفي المقابل تلقى روس دعما من مجلس الأمن والأمم المتحدة لزيارة الصحراء. وأكدت بريطانيا تلقيها ضمانات من المغرب بعدم منع روس من زيارة مدن العيون والداخلة واسمارة إذا رغب في ذلك.
ولم يسبق لروس برمجة هذا العدد المرتفع من الزيارات الى الأطراف المعنية، أي ست زيارات للمنطقة وقرابة عشر لقاءات في الأمم المتحدة. ومن المنتظر أن تكون الزيارة الأولى في يناير المقبل وسيكون رفقة الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون. وهناك ثلاثة أسباب تقف وراء هذه الأجندة المكثفة وهي:
في المقام الأول، رغبة الأمم المتحدة تكثيف المفاوضات بحثا عن الحل بعدما تأخرت هذه المفاوضات طيلة السنوات الماضية بسبب التوتر وخاصة بين المغرب وكريستوفر روس، حيث رفع الفيتو في وجهه وطالب بتغييره ثم تحفظ على استقباله في مناسبات خلال 2014 و2015، واتهمه بالميل الى البوليساريو. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون قد أكد في تقريره لسنة 2014 حول الصحراء بجعل سنة 2015 منعطفا في البحث عن الحل. وتبدو الأمم المتحدة عازمة في هذا الشأن.
وفي المقام الثاني ، اقتراب نهاية ولاية كريستوفر روس مبعوثا في الصحراء خلال متم السنة المقبلة، ويرغب مع الأمم المتحدة جعل سنة 2016 رئيسية في البحث عن الحل، حيث هناك تصور للأمم المتحدة باحتضانها مستقبلا جميع المفاوضات دون زيارات مكوكية.
وأخيرا، تريد الأمم المتحدة تجنب خطر العودة الى السلاح في ظل تلويح البوليساريو بذلك، خاصة مع وجود شباب متحمس للقتال بعد فشل المفاوضات، كما ألمح الى ذلك تقرير كريستوفر روس.