تحتم الظروف السياسية الدولية على تأجيل الزيارة التي ينوي الملك محمد السادس القيام بها الى روسيا، وهي التي تأجلت مرتين لأسباب صحية وسياسية.
وفي ظل ما يفترض أنه التوجه الجديد للدولة المغربية دبلوماسيا بالانفتاح على الدول الكبرى غير الغربية بسبب تطورات ملف الصحراء، يجري الحديث ومنذ سنة 2013 على زيارة مرتقبة للملك محمد السادس الى موسكو.
وفي هذا الصدد، كانت تصريحات عديدة للسفير المغربي في موسكو، الأشهب حول موعد الزيارة والحديث عن اتفاقيات اقتصادية منها اتفاقية التبادل الحر التي يجري العمل عليها علاوة على صفقات أسلحة ومنها احتمال شراء المغرب غواصة لاستكمال سلاحه البحري.
وحتى الآن، لا يوجد تاريخ محدد لزيارة الملك لموسكو، ويعود هذا الى أخذ الرباط بعين الاعتبار السياق الدولي المتوتر بين روسيا وعدد من الشركاء والحلفاء الرئيسيين للمغرب في علاقاته الدولية.
وعمليا، يستبعد زيارة عمل لتطوير العلاقات في وقت تعيش فيه العلاقات بين دول الخليج العربي وروسيا توترا بسبب سوريا، كما يصعب إجراء الزيارة في وقت تمر منه علاقات الدول الغربية مع روسيا بتوتر حقيقي وخاصة في المجال العسكري بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية سوخوي 24، علما أن المغرب هو شريك غير عضو لمنظمة شمال الحلف الأطلسي.
في الوقت ذاته، من الناحية الدبلوماسية، لو كانت الزيارة قريبة البرمجة لكان قد حدث لقاء أولي بين الملك محمد السادس والرئيس فلادمير بوتين في قمة المناخ في العاصمة باريس، أو على الأقل بين وزيرا خارجية البلدية، صلاح الدين مزوار وسيرجي رفروف. وقام عدد من زعماء العرب بزيارات الى موسكو، لكن في إطار البحث عن حل لنزاع سوريا وليس تعزيز العلاقات، بينما زيارة الملك لا تصب في التدخل في الملف السوري بل في تعزيز العلاقات الثنائية.
وكان الملك ينوي القيام بالزيارة منذ سنة 2013 لتقديم الشكر الى روسيا على وقوفها الى جانب المغرب خلال أبريل 2013 عندما عارضت مقترح واشنطن تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان.