في ظرف 24 ساعة، ما بين الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الجاري، اعتقلت الأجهزة الأمنية الإسبانية خمسة مغاربة بتهمة التورط في الإرهاب، ثلاثة بالتخطيط لعمليات إرهابية واثنين بالدعاية لداعش.
ووقعت الاعتقالات الأخيرة يومه الأربعاء في مدينة برشلونة، حيث قامت قوات الحرس المدني باعتقال مغربيين بتهمة الترويج للتنظيم الإرهابي داعش وإجراء اتصالات مع متطرفين في سوريا، وفق بيان لوزارة الداخلية.
وفي بيان يومه الثلاثاء 3 نوفمبر الجاري، أكدت وزارة الداخلية اعتقال الشرطة لثلاثة مغاربة في مدريد بتهمة التفكير في تنفيذ عمليات إرهاتبية بتواطئ مع داعش.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية في مدريد قيام الأجهزة الأمنية وتحت إشراف المحكمة الوطنية المكلفة بالقضايا الكبرى ومنها الإرهاب باعتقال ثلاثة مغاربة تتراوح أعمارهم ما بين 26 سنة و29 سنة بتهمة الإرهاب. وتتجلى التهمة الموجهة لهم أساسا في تلقي تعليمات من داعش بتنفيذ عمليات إرهابية بشكل انفرادي على شكل فتح النار ضد الشرطة أو استعمال الأسلحة البيضاء في مواجهة أفراد الأمن.
وكانت الشرطة تراقب نشاط الثلاثة عبر الإنترنت، وبعدما أدركت تجاوزهم مرحلة الاستقطاب الى احتمال تنفيذ عمل إرهابي، قامت باعتقالات استباقية وإحالتهم على القضاء. وتفضل الأجهزة الأمنية الإسبانية مثل مثيلاتها الأوروبية تقنية الاستباق نظرا لعدم وجود معلومات كافية بشأن طريقة اشتغال ما يسمى “بالذئب المنفرد” في الإرهاب، أي تنفيذ عملية إرهابية من طرف شخص واحد، ليست معروفة حتى الآن عكس العمليات التي تشرف عليها مجموعة متكاملة ويسهل أحيانا رصد التوقيت والأهداف.
ولا تعتبر تقنية “الذئب المنفرد” في الإرهاب بالتقنية الجديدة، فقد استعملها في الماضي أفراد من منظمات إرهابية مثل إيتا الباسكية وإيرا في إيرلندا، لكنها جديدة من طرف المتطرفين الإسلاميين. وتعتبر أول عملية “الذئب المنفرد” في أوروبا هي التي نفذها محمد مراح منذ أربع سنوات في فرنسا.
في الوقت ذاته، مما دفع الأجهزة الأمنية الإسبانية الى الاعتقال الفوري هو إقامة الثلاثة في منطقة في ضواحي مدريد معروفة بالإجرام المنظم وسهولة بيع وشراء أسلحة نارية، وبالتالي الاحتمال القوي لشرائهم مسدسات.
وعلاقة بموضوع مكافحة الإرهاب، تعيش اسبانيا حالة من الحذر الأمني لمواجهة عودة بعض المقاتلين من سوريا نتيجة ارتفاع القصف الروسي ضد داعش وحركات اسلامية أخرى. وتتجلى الاستراتيجية في مراقبة هوية اللاجئين السوريين لمعرفة هل تسلل معهم متطرفون، وتقوم بهذه العملية رفقة معظم الأجهزة الأمنية والمخابراتية في أوروبا. والشق الثاني هو تتبع الشباب الذي التحق بسوريا ويفترض أن البعض منهم قد عاد الى اسبانيا. وعلاقة بمصدر وعدد المتطرفين الأوروبيين في سوريا، تحتل اسبانيا مراكز متأخرة مقارنة مع فرنسا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا.