أنهى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس جولته إلى الأطراف المعنية بنزاع الصحراء، وكانت مدريد آخر محطة له، وقبل ذلك بيوم واحد، عالج الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون مع رئيس حكومة اسبانيا ماريانو راخوي النزاع. وتخلت الأمم المتحدة عن الحلول الوسطية ومنها الحكم الذاتي منذ شهور، الأمر الذي يفسر تخطيط المغرب بزيارة الملك محمد السادس الى الصحراء لتأكيد مغربية المنطقة.
وعلاقة بالأمين العام، تناول بان كيمون نزاع الصحراء مع المسؤولين الإسبان بمناسبة زيارته إلى هذا البلد الأوروبي يوم الخميس الماضي بمناسبة الذكرى الستين لانضمام اسبانيا إلى هذه المنظمة الدولية.
وتؤكد مصادر اسبانية معالجة بان كيمون وراخوي عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك سواء الوطنية والاقليمية والدولية. وركز المسؤولون الإسبان على ما تشكله كتالونيا من تحد سياسي برغبتها في الانفصال عن اسبانيا. وفي الوقت ذاته، حضرت القضايا التي تهم الشأن الدولي الإسباني ومنها نزاع الصحراء، حيث تعتبر الأمم المتحدة مدريد من الأطراف المسؤولة في النزاع بحكم أنها كانت قوة استعمارية سابقة يأخذ برأيها في كل القرارات والمبادرات.
وعلاقة بالصحراء، وجهت الأمم المتحدة نداء إلى المنتظم الدولي لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر بعد الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها بنيات هذه المخيمات جراء الأمطار الطوفانية التي سقطت منذ عشرة أيام.
وفي نهاية الأسبوع، ختم كريستوفر روس في العاصمة مدريد جولته التي قادته إلى المغرب ومخيمات تندوف وموريتانيا ثم الجزائر لتحريك ملف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو. وبحث في اسبانيا الملف مع نائب وزير الخارجية إغناسيو إيبانييث، حيث شددت اسبانيا على دعم مساعي الأمم المتحدة ودعم حل يراعي تقرير المصير، وفق بيان صادر عنها.
ومن المنتظر تقديم كريستوفر روس تقريرا إلى مجلس الأمن خلال منتصف الشهر الجاري بعدما كان مرتقبا في منتصف أكتوبر الماضي. وعلى ضوئه قد يقوم بان كيمون بزيارة إلى الأطراف المعنية بالنزاع للانتقال إلى مرحلة جديدة من نزاع الصحراء. وكان بان كيمون قد قال في تقريره سنة 2014 أن سنة 2015 ستكون المنعطف في هذا النزاع.
ومن المعطيات التي تسربت من الجولة وحصلت عليها ألف بوست ، هو تخلي كريستوفر روس ومنذ شهور عن عدد من المقترحات الوسطية مثل الفيدرالية والكونفدرالية والحكم الذاتي والعودة إلى تطوير «الحل العادل والدائم الذي يضمن للشعب الصحراوي تقرير المصير»، وفق ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة.
وهذا التخلي عن مقترحات وسطية هو الذي يدفع إلى وجود توتر بين المغرب والأمم المتحدة ومن عناوينه البارزة التهميش الذي تعرض له كريستوفر روس خلال المدة الأخيرة فيزياراته الى الرباط، ثم الانتقادات القوية التي وجهها الملك محمد السادس في خطابه خلال أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الأخيرة والذي تلاه شقيقه الأمير رشيد.
وتقول أهم فقرة في الخطاب الملكي «إن المغرب سيرفض أي مغامرة غير مسؤولة بخصوص الخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية. فالعديد من القوى الدولية تدرك تماما، بأن التصورات البعيدة عن الواقع التي تم إعدادها داخل المكاتب، والمقترحات المغلوطة، لا يمكن إلا أن تشكل خطرا على الأوضاع في المنطقة. وإننا نأمل أن تواصل منظمة الأمم المتحدة جهودها من أجل حل الخلافات بالطرق السلمية، والتزامها باحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، لتحقيق تطلعات شعوب العالم إلى السلم والأمن والاستقرار”.
وكان الملك محمد السادس يعني التطور الذي حدث في خطاب اللأمم المتحدة بشأن الصحراء ويقوم بترجمته كريستوفر روس، وهو توجه فاجأ المغرب بشكل كبير ودفعه الى عدم إبداء أي ليونة في التعاطي مع روس.
ويعتقد أن الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس الى العيون خلال الأسبوع الجاري، والتي لم يعلن عنها رسميا، قد تكون ردا على موقف الأمم المتحدة، حيث يريد الملك تأكيد مغربية الصحراء. وتخلف هذه الزيارة احتجاجات وسط جبهة البوليساريو.
عزيزي (ة) القارئ (ة): ساهم في نشر ألف بوست في شبكات التواصل الاجتماعي