حركت اسبانيا أسطولها البحري وطائرات أكثر والمخابرات وبدعم من البحرية المغربية للبحث عن الجنود الثلاثة الذين سقطت بهم طائرة مروحية يوم الخميس الماضي في المياه القريبة من الداخلة في الصحراء، وذلك بعدما بدأت ترجح فرضية تعرضهم للاختطاف. ويعتبر هذا الحادث غريبا للغاية بسبب الغموض الذي يلفه.
وكانت طائرة مروحية من نوع سوبر بوما تابعة للجيش الإسباني قد سقطت يوم الخميس الماضي في مياه الصحراء 74 كلم جنوب الصحراء عندما كانت متوجه من موريتانيا الى جزر الكناري. وقال المغرب في البدء بعثور سفينة صيد على الجنود الثلاثة وإنقاذهم وتسلمتهم دورية للدرك الملكي، حسبما أوردت الصحافة الإسبانية. ويوم الجمعة الماضية تبين عدم صحة الخبر لتبدأ عملية بحث في مكان سقوط الطائرة المروحية الى ليلة يوم الأحد بدون جدوى.
في هذا الصدد، قال وزير الدفاع بيدرو مورينيس مساء يومه الأحد بعدم نجاح فرق الإنقاذ في العثور على الجنود الثلاثة حتى الآن وكذلك عدم تحديد مكان سقوط الطائرة المروحية بالضبط، علما أن المنطقة التي يتم البحث فيها تقع على بعد 74 كلم جنوب الداخلة في مياه الصحراء.
ويبقى الجديد في هذا الملف هو تولي قاض عسكري التحقيق في ملابسات الحادث، وانضمام المخابرات للبحث، حيث قال الوزير “كل الفرضيات مطروحة بما فيها الاختطاف، وتتولى المخابرات هذا الجانب، ونظرا لسرية البحث والتحقيق لا يمكن الكشف عن مزيد من المعطيات”. وأبرز “عملية الاختطاف تبقى ثانوية ولكن لا نستبعد أي فرضية”. وكانت الصحافة الإسبانية قد تحدث صباح يومه الأحد عن فرضية الاختطاف، لكن هذه المرة جاءت على لسان الوزير نفسه، مما يجعلها تأخذ أهمية أكبر.
ولا يمكن لوزارة الدفاع الإسبانية استحضار فرضية الاختطاف دون وجود مؤشرات ولو ضعيفة للغاية، ويبدو أنها استحضرتها يوم الجمعة بحكم تولي طائرة من نوع ف 18 البحث عن الجنود الثلاثة. في الوقت ذاته، يحمل الجنود نظام GPS نظام التموضع العالمي لرصد مكانهم عندما يتعرضون لحادث. ومنطقيا، تتوفر اسبانيا على معلومات أولية على مكان سقوط الطائرة المروحية وكذلك المناطق البحرية التي يفترض أن الجنود الثلاث تواجدوا فيها.
وتقوم اسبانيا بدعم من المغرب بمراقبة جميع السفن التي تبحر في منطقة الصحراء وجزر الكناري، ومن المحتمل أن تكون سفن موريتانية وسينغالية قد انضمت الى عملية البحث.
ومن شأن هذا الحادث التسبب في التوتر بين المغرب واسبانيا لسببين، الأول ادعاء المغرب بإنقاذ الجنود الثلاثة وتبين عدم صحة الخبر، وقال الوزير الإسباني أن مدريد وضعت الثقة في المعلومات الأولية التي زودها بها المغرب. بينما يتجلى السبب الثاني في قرار قاضي التحقيق الإستماع الى قيادة الدرك الملكي التي قالت بإنقاذها الجنود الثلاثة.
ورغم كل هذه التطورات ومنها الحديث عن فرضية وقوع عملية اختطاف للجنود الثلاثة في المياه المغربية في الصحراء، تلتزم السلطات المغربية الصمت المطلق دون تقديم توضيحات ومنها كيف أخبرت مدريد يوم الخميس الماضي بإنقاذ الجنود الثلاثة ليتبين عدم صحة الخبر.