تحولت القارة الإفريقية الى أكبر لاعب يواجه المغرب في نزاع الصحراء، وآخر من انضم الى الضغط البرلمان الإفريقي الذي يطالب بمقاطعة المغرب نهائيا بما في ذلك إغلاق سفاراته في الدول الإفريقية. واتخذ البرلمان هذه القرارات دون تأثير واضح لما يطلق عليه بأصدقاء الرباط في إفريقيا.
وفي اجتماعه الأخير في جوهانسبورغ بإفريقيا الجنوبية خلال نهاية الأسبوع الماضي عالج البرلمان الإفريقي ملف الصحراء واتخذ قرارات تنص على: أولا، دعم مساعي الأمم المتحدة فيما يعتبره “تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية”. وفي بند آخر، دعم المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي في نزاع الصحراء خواكيم شيصانو وتدعيم مجلس الأمن والسلم برؤساء دول وحكومات للدفاع عن موقف جبهة البوليساريو دوليا، ومن التوصيات الأخرى التي عالجها البرلمان إغلاق سفارات المغرب في الدول الإفريقية واعتبار هذا البلد بأنه ليس من العائلة الإفريقية.
وانسحب المغرب من الاتحاد الإفريقي بعدما اعترف هذا الأخير في الثمانينات بما يسمى الجمهورية الصحراوية، وترفض الرباط أي دور للاتحاد في حل نزاع الصحراء بحم تبنيه مبدأ “تصفية الاستعمار” بدل دعم المفاوضات والحلول المتعددة والواقعية، ورغم كل هذا بدأ الاتحاد الإفريقي وهيئاته بالتحول الى لاعب يقلق مصالح المغرب ويشكل قوة ضغط خطيرة.
وقرار البرلمان الإفريقي يكشف الدور الذي تلعبه إفريقيا الآن في مواجهة المغرب في نزاع الصحراء، حيث معظم أجهزة القارة تضغط على المغرب وتتحدث باسم جبهة البوليساريو، كما حدث في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي حالة أوروبا، هناك اختلاف نسبي بين البرلمان الأوروبي الذي يتخذ قرارات لصالح البوليساريو وبين المفوضية الأوروبية التي تراهن على الاعتدال. ولا يمتلك البرلمان الإفريقي قوة البرلمان الأوروبي ولا إشعاعه، إلا أنه يتحول الى مخاطب لباقي برلمانات العالم وبتأييد من الاتحاد الإفريقي، حيث مواقف البرلمان والاتحاد الافريقي متطابقة.