احتضن البرلمان السويدي يومه الخميس 15 أكتوبر الجاري ندوة حول الصحراء موالية لجبهة البوليساريو تحت عنوان “الصحراء الغربية: 40 سنة من الاحتلال” بمشاركة أميناتو حيدر. وتميزت بمنع صحراويين مغاربة من المشاركة، ولكن المقلق هو تصريحات الحزب الاشتراكي الذي قال بأن جميع الأحزاب تؤكد على الاعتراف بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”.
وعكس ما ذهبت إليه بعض المقالات، لم تأتي الندوة ردا على الوفد المغربي الذي زار السويد للتعريف بموقف المغرب من النزاع والدفاع عن الحكم الذاتي، بل تدخل ضمن استراتيجية سطرت لها البوليساريو منذ مدة وتتزامن مع الذكرى 40 سنة من خروج اسبانيا واستعادة المغرب الصحراء واندلاع النزاع حول السيادة. وأشرف على تنظيم الندوة كل من حزبي الائتلاف الحاكم الحزب الاشتراكي وحزب البيئة ومنظمة إيماوس التي تعتبر أكبر داعم للوليساريو ومؤسسة أولف بالم.
واستعرضت أميناتو حيدر خطابها أمام المشاركين الذين ينتمون الى كل الأحزاب الممثلة في البرلمان وبعض الاعلاميين والسياسيين والمثقفين المتعاطفين مع جبهة البوليساريو. وركزت على ما اعتبرته الاستعمار المغربي للصحراء وخروقات حقوق الإنسان وسياسة التضييق التي يتعرض لها أنصار تقرير المصير، وشددت على ضرورة اعتراف السويد بما يسمى الجمهورية الصحراوية.
ولم تكن أميناتو حيدر وحدها في الندوة بل شاركت فيها ناشطة أخرى من أنصار تقرير المصير وهي الرباب أميدان التي تحدث عما وصفته بالاعتداءات التي يتعرض لها الصحراويون في الجامعات المغربية. ومن جانبها، ركزت السنية عبد الرحمان عن أوضاع ساكنة تندوف المعيشية التي وصفتها بالصعبة جدا.
وحاول بعض الصحراويين الوحدويين التدخل لتقديم وجهة نظر وعلى رأسهم رقية الدرهم عضو الكوركاس، لكنها تعرضت للطرد من قاعة البرلمان السويدي بأمر من الحزب السويدي الحاكم حسبما نقلت الصحافة المغربية. وقالت “قدمت من المغرب للمشاركة مع إخواني الصحراويين للإدلاء بآرائنا في قضيتنا التي تعتبر قضية وطنية بالنسبة للمغاربة اجمعين وخاصة المغاربة الصحراويين وأمينتو حيدر لا تمثلنا وتحاول اختطاف تمثيلنا، بعدما جاءت بطرق غير ديمقراطية
وإذا كانت المناوشات بين الصحراويين وأنصار البوليساريو تقع بين الحين والآخر في المنتديات الدولية، وإذا كان خطاب أميناتو حيدر بدوره غير خاف ولا يحمل أي جديد، فالجديد تمثل في تصريحات ممثل الحزب الاشتراكي في هذه الندوة ومقارنتها مع تصريحات الوفدين المغربيين اللذين زارا السويد الأسبوع الماضي والجاري.
وحسب مقتطفات نشرتها وسائل إعلام متعاطفة مع جبهة البوليساريو وشبكات التواصل الاجتماعي، قال ممثل الحزب الاشتراكي الحاكم ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السويدي كينيثي فورسلند ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان السويدي أن الحزب الاشتراكي اتخذ موقف الاعتراف بما يسمى الجمهورية الصحراوية وأن الأحزاب تميل الى الاعتراف بها كذلك.
وهذا الموقف السياسي للحزب الاشتراكي الحاكم بدعم الاعتراف بما يسمى الجمهورية الصحراوية، يوحي بالقلق الشديد الذي أعرب عنه الوفد التقدمي المغربي برئاسة نبيلة منيب من صعوبة ملف الصحراء في السويد بسبب تغلغل جبهة البوليساريو في كل مؤسسات البلاد منذ مدة طويلة. وفي الوقت ذاته، يتناقض بل ويساءل تصريحات الوفد المحافظ المغربي الذي قال بتبني السويد موقف الحياد في هذا النزاع.
وتتزامن هذه الندوة والتوتر الذي يطبع العلاقات المغربية-السويدية بإعلان حكومة استوكهولم مراجعة سياستها بشأن ملف الصحراء نحو موقف قد ينتجه عنه في المدى المتوسط الاعتراف بما يسمى الجمهورية الصحراوية.