منحت لجنة نوبل للسلام جائزة السنة الجارية 2015 للجنلة الرباعي للحوار الوطني التونسي، حيث تفوقت اللجنة على أبرز المرشحين ومنهم بابا الفاتيكان فرانسيسكو. وتعتبر الجائزة تكريما لتونس، بلد ثورة الياسمين.
وأعلنت الهيئة المنظمة عن هذه الجائزة يومه الجمعة، وهذه أول مرة تفوز فيها هيئة عربية لجائزة نوبل للسلام. ومن أبرز ما اعتمدته اللجنة هو نجاح اللجنة الرباعية في تجنيب تونس توترات سياسية وفوضى رغم التطورات الحساسة والتحديات ومنها الإرهاب التي شهدتها البلاد بالانتقال من دكتاتورية الى ديمقراطية.
واللجنة الرباعية أو الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس من أجل تعزيز الديمقراطية وتجنب الاضطرابات وتسهيل الحوار تتكون من الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.
وكانت تونس قد دخلت نفقا مظلما في أعقاب قيام إرهابيين يوم 6 فبيراير 2013 باغتيال السياسي اليساري شكري بلعيد ورفض الأحزاب السياسية قبول حكومة كفاءات وطنية غير متحزبة تكون انتقالية ثم اغتيال عضو المجلس التأسيسي محمد ابراهيمي يوم 25 يوليوز.
وتزامن هذا مع تطورات إقليمية مقلقة وعلى رأسها استهداف الإرهاب لتونس، وتهديد الوضع غير المستقر في ليبيا لتونس، ثم بدء تدخلات لبعض دول الخليج وعلى رأسها الإمارات العربية لإفشال التجربة السياسية التونسية.
ووسط كل هذه التطورات، طرح الاتحاد العام التونسي للشغل بالاتفاق مع اتحاد الصناعة والتجارة وعمادة المحامين والرابطة التونسية لحقوق الإنسان خارطة طريق للخروج من الأزمة بحوار حول الاتفاق بشأن القضايا الخلافية يشمل كل الهيئات السياسية والنقابية والمجتمع المدني.
ورغم المشاكل التي اعترضت الرباعي الراعي للحوار الوطني بسبب اعتراضات كثيرة أعربت عنها حركة النضهة وامتناع بعض الأحزاب عن الانضمام، فقد انطلقت جلسات الحوار في شهر سبتمبر 2013، واستطاعت بعد مجهودات إرساء آليات الحوار وأنقذت البلاد من الفوضى السياسية.
ويعتبر منح لجنة نوبل جائزة السلام لسنة 2015 للرباعي الراعي للحوار هو بمثابة تكريم لتونس في مسلسها الديمقراطي وبمثابة تكريم لثورة لاياسمين التي أشعلت الربيع العربي.