ما هي الصعوبات التي سيواجهها اليسار المغربي في مخاطبة نظيره الأوروبي بشأن نزاع الصحراء؟

الأمين العام لحزب العمال البريطاني جيريمي كوربين أكبر المدافعين عن جبهة البوليساريو

يراهن المغرب على الأحزاب اليسارية المغربية القيام بدور حاسم في إقناع الاشتراكيين في السويد التراجع عن دعمهم الكبير لجبهة البوليساريو بما في ذلك احتمال الاعتراف بما يسمى “الجمهورية الصحراوية” المعلنة من طرف واحد.  لكن هذا المسعى يصطدم بعراقيل كبيرة على رأسها الأمين العام لحزب العمال البريطاني جيريمي كوربين والتغييرات الحاصلة في اليسار الأوروبي.

وبدأت أحزاب سياسية تقدمية مغربية وهي التقدم والاشتراكية المشارك في الائتلاف الحاكم في الرباط وحزب الاتحاد الاشتراكي وحزب اليسار الاشتراكي الموحد المعارضان زيارة السويد ابتداء من يومه الاثنين  من الأسبوع الجاري للتباحث مع الحزب الاشتراكي في هذا البلد الأوروبي لمراجعة مواقفه الداعمة للبوليساريو وتجميد الاعتراف بما يسمى الجمهورية الصحراوية.

وكان الحزب الاشتراكي السويدي هو المسؤول عن مقترح تقدم به للبرلمان السويدي سنة 2012 للاعتراف بالبوليساريو كدولة، وتمت المصادقة في ديسمبر من السنة نفسها. والآن يستعد للاعتراف بالبوليساريو كدولة على مستوى الحكومة بعدما وصل الى الحكم وشكل الحكومة رفقة حزب البيئة الذي بدوره من مؤيدي البوليساريو.

وتعترض مساعي الأحزاب اليسارية في مخاطبتها للأحزاب الاشتراكية الأوروبية وعلى رأسها السويدي الكثير من العوائق الوطنية والدولية. في هذا الصدد، رافق تراجع الاتحاد الاشتراكي على المستوى الوطني تراجعه على المستوى الدولي، إذ لم يعد يتمتع بالحضور القوي وسط الأممية الاشتراكية. ومن ضمن عناوين هذا التراجع، قبول الأممية الاشتراكية جبهة البوليساريو عضوا ملاحظا خلال السنوات الأخيرة وبدأت تمارس تأثيرا قويا.

وحول عامل آخر، يشهد اليسار الأوروبي تغييرات كبيرة. يظهر يسار جديد مثل حزب بوديموس في اسبانيا وحزب سيريزا في اليونان وخمسة نجوم في إيطاليا وباقي الدول الأوروبية،  وهي أحزاب تؤيد البوليساريو بشكل مكثف وتعتبر ناطقة باسمه في البرلمان الأوروبي والبرلمانات الوطنية.

في الوقت ذاته، الأحزاب الاشتراكية أصبحت أكثر راديكالية تجاه المغرب في نزاع الصحراء. فهي التي صوتت على إلغاء اتفاقية الصيد البحري في البرلمان الأوروبي، وهي التي أعادت التصويت بشروط مجحفة في حق سيادة المغرب وقبلها الأخير. وأسست معظم الأحزاب الإشتراكية في البرلمانات الوطنية لجن تضامن مع البوليساريو. وكان آخر حزب اشتراكي لا يهتم بجبه البوليساريو هو الفرنسي، فقد بدأ مؤخرا الكثير من أعضاءه يتعاطفون مع هذه الجبهة.

ولعل الطارئ في هذا الصدد هو بدء تولي حزب العمال البريطاني بزعامة جيريمي كوربين الدفاع عن أطروحة البوليساريو في بريطانيا ووسط الأحزاب الاشتراكية. فخلال النشاط الأخير للحزب “المؤتمر السنوي”، كان لافتا الاهتمام والعناية التي خصصها حزب العمال لوفد البوليساريو ومن ضمن ذلك تسهيل لقاءات مع باقي الوفود الحاضرة.

ويعتبر كوربين رئيس لجنة التضامن مع البوليساريو في البرلمان البريطاني، ويتبنى هذا الملف بشكل لافت في أجندته الخاصة بالعلاقات الخارجية، ومنها زيارة منطقة الصحراء خلال فبراير من السنة الماضية. ومن ضمن الانعكاسات السلبية على المغرب هو ما تؤكده مصادر من البوليساريو بتولي كوربين شرح ملف الصحراء لزعماء آخرين في أوروبا.

وبالتالي، فالأحزاب اليسارية المغربية ستجد صعوبة في إقناع نظيرتها الأوروبية بالعدول عن دعم البوليساريو. وعمليا، لم تقنعها بوقف الدعم في الأممية الاشتراكية، فكيف ستقنعها الآن! إنه الفارق في العمل منذ سنوات والتحرك في اللحظات الأخيرة.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password