فشلت اسبانيا في توقيع صفقات أسلحة كبرى مع كل من المغرب والجزائر رغم أن البلدين يعتبران من الدول التي تخصص ميزانيات كبيرة للتسلح مقارنة مع إنتاجهما الخام وسباق التسلح القائم بينهما.
وتحتل اسبانيا، ومنذ سنوات، المركز السابع عالميا في مبيعات الأسلحة وفق بيانات مركز “معهد استكهولم للسلام” الذي يهتم بمبيعات الأسلحة عالميا ومدى تأثيرها على السلم العالمي. وتزامن ارتفاع مبيعات الأسلحة الإسبانية في العالم مع سباق التسلح الذي القائم بين جارتين لهذا البلد الأوروبي وهما المغرب والجزائر.
وبين الحين والآخر، تنشر النشرات الخاصة بالتلسح توقيع المغرب أو الجزائر صفقة سلاح مع دول من الدول الكبرى أو المتوسطة. ومن ضمن آخر الأخبار ما نشرته وكالة أنترفاكس الروسية يوم الاثنين من الأسبوع الجاري بتأكيدها اقتناء الجزائر ستة طائرات مروحية من نوع Mil Mi-26T2 التي تعتبر من أكبر المروحيات في العالم. وفي الوقت ذاته، يجري الحديث عن احتمال اقتناء المغرب غواصة روسية أو غربية في غالب الأحيان.
ورغم كل هذا، لم تنجح اسبانيا في بيع توقيع صفقات أسلحة كبرى مع المغرب والجزائر رغم مساعي مدريد الحثيثة خلال السنوات الأخيرة. وحاولت مدريد بيع طائرات عسكرية شحن وحمل الجنود التي تنتجها شركة “كاسا” واقتنتها منها دول مثل الولايات المتحدة وبولونيا وأندونيسيا، إلا أنها لم تقنع المغرب والجزائر باستثناء اقتناء وحدات منذ أكثر من عشر سنوات.
وتعتبر اسبانيا قوة صناعية عسكرية بحرية بامتياز بصناعتها لفرقاطات متطورة تعمل بأنظمة رادار أمريكية وغواصات، ورغم تحديث كل من المغرب والجزائر سلاحهما البحري بما يفوق خمسة ملايير دولار لكل بلد، فلم يحالف مدريد الحظ لبيع أي قطعة سلاح بحرية استراتيجية لهما. ويخصص المغرب قرابة 4% من إنتاجه الخام لشراء الأسلحة بينما تخصص الجزائر أكثر من 5%.
وهناك عراقيل حقيقية أمام بيع اسبانيا أسلحة متطورة الى كل من البلدين، وعلى رأس هذه العراقيل هناك:
في المقام الأول، اعتاد البلدان على اقتناء الأسلحة من مصادر محددة منذ عقود، فالجزائر تراهن على روسيا بينما يراهن المغرب على فرنسا والولايات المتحدة. وخلال السنوات الأخيرة، بدأ البلدان يغيران من سوق السلاح بالرهان على دول مثل هولندا وإيطاليا وجنوب إفريقيا والصين. وبحث البلدان عن سوق جديدة لم يشمل اسبانيا حتى الآن.
في المقام الثاني، لا تثق الجزائر في اسبانيا، فهي تعتقد أن كل صفقة سلاح متطورة قد يمررها عسكريون اسبان متعاطفون مع المغرب الى سلطات هذا البلد في إطار تبادل المصالح. ولهذا، تمتنع عن اقتناء أسلحة اسبانية.
في المقام الثالث، يمتنع المغرب عن اقتناء أسلحة متطورة من اسبانيا بسبب النزاعات القائمة بين البلدين حول ملفات ترابية منها سبتة ومليلية واستمرار تصنيف العقيدة العسكرية الإسبانية للمغرب بمثابة مصدر الخطر الدائم. ورغم الإغراءات الإسبانية ومنها التسهيلات المالية إلا أن الرباط تحجم حتى الآن اعتقادا منها باحتمال زرع الجيش الإشسباني أجهزة تجسس في الطقع البحرية والتحكم فيها عن بعد.
وتقتصر مشتريات الجزائر والمغرب من اسبانيا على شاحنات عسكرية وبعض المدرعات وكذلك أدوات مكافحة الشغب التي تسعمل ضد المتظاهرين في البلدين خاصة لمتظاهرين لأسباب اجتماعية وسياسية.