لم يشارك الإسبان من أصل مغربي في الانتخابات البلدية والحكم الذاتي التي شهدتها اسبانيا يوم الأحد 24 مايو الماضي، ويحدث هذا عكس ما كان منتظرا منذ شهور، حيث تستمر اسبانيا البلد الأكثر تهميشا للجالية المغربية في مجموع القارة الأوروبية.
وبعد ظهور أحزاب سياسية جديدة مثل بوديموس وانفتاح الأحزاب القومية في كتالونيا وبلد الباسك نسبيا على بعض نشطاء سياسيين من أصل مغربي، وارتفاع الحضور السياسي لمواطنين أوروبيين من أصول مغربية في دول مثل فرنسا وهولندا، جرى الاعتقاد في احتمال انفتاح الأحزاب السياسية الكلاسيكية وغير الكلاسيكية على الجالية المغربية. لكنه، تأتي الانتخابات البلدية الجديدة لتبرز استمرار التهميش الذي تعاني منه الجالية المغربية.
ومن خلال معطيات حصلت عليها ألف بوست من نشطاء مغاربة في عدد من المدن التي تعرف حضورا للجالية المغربية مثل مدريد وبرشلونة وغرناطة ومالقا وفالنسيا كان الإقبال ضعيفا للغاية. ومن ضمن الأمثلة المسجلة، ففي مركزين للتصويت في مدينة غرناطة، في أكبر حي يتجمع فيه المغاربة، لم يصوت أكثر من أربعة من أصل قرابة 200 مغربيا يمتلكون الجنسية ويحق لهم التصويت. بنيما شهدت بعض المدن مثل برشلونة وفالنسيا إقبالا محتشما لصالح الائتلافات السياسية التي دعمها حزب بوديموس.
ومن ضمن التبريرات التي يقدمها بعض المغاربة هو تهميش الأحزاب السياسية للجالية المغربية، حيث لا يوجد تقريبا أي اسباني ضمن لوائح الأحزاب للمرشحين في المدن الكبرى مثل مدريد وبرشلونة وفالنسيا ومالقا، باستثناء ترأس اسباني من أصل مغربي للائحة سياسية يسارةي في سلات في إقليم خيورنا بكتالونيا، حيث عاد الفوز لحزب الائتلاف والتجمع المحافظ.
ويوجد في اسبانيا أكثر من 750 ألف مغربي بطريقة قانونية، ويتوفر حوالي 90 ألف على الجنسية الإسبانية، والأغلبية هم صغار لا يحق لهم التصويت، بينما الذين يحق لهم التصويت ما بين 40 ألف و50 ألف. ورغم أن المغاربة يشكلون قرابة 2% من ساكنة اسبانيا، فلا توجد تمثيلية سياسية لهم في البلديات والبرلمان.
وتشهد اسبانيا هذا التهميش السياسي للمغاربة في وقت وصل فيه المغاربة في دول مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا الى مناصب وزارية، كما وصل المغاربة في بلد حديث بالهجرة مقارنة مع اسبانيا مثل إيطاليا الى البرلمان.
وكانت الأحزاب السياسية الإسبانية قد عارضت توقيع حكومة مدريد اتفاقية مع الرباط تسمح بالتصويت المتبادل لمواطني كل دولة مقيمين في الأخرى في الانتخابات البلدية. ومن ضمن التعاليق التي عثرت عليها ألف بوست لدى مغاربة اسبانيا “كتب علينا الوقوف في طوابير التسجيل في البطالة أو تسوية الوعضية، فمتى سنقف في طابور للتصويت؟
وتأتي الانتخابات البلدية 24 مايو لتؤكد استمرار التهميش الممنهج المؤسساتي الرسمي والحزب للجالية المغربية في اسبانيا، وهو ما يجعل الحديث عن ادماج سياسي للجالية المغربية لا معنى له.