أعد الاتحاد الأوروبي خطة التدخل العسكري في شواطئ ليبيا للقضاء على مافيا وسفن الهجرة السرية، ومن شأن هذه الخطة التأثير سلبا على المغرب بحكم بحث المهاجرين على طرق بديلة للوصول الى شواطئ أوروبا، وبالتالي قد تستعيد الطرق البحرية المغربية وضعها السابق.
وتفيد مصادر أوروبية بإعداد المفوضية الأوروبية خطة تدخل عسكري في شواطئ ليبيا للحيلولة دون انطلاق سفن الهجرة السرية، وذلك عبر تدمير هذه السفن ونشر وحدات بحرية عسكرية لمنع انطلاق باقي القوارب الصغيرة.
وكان رؤساء الدول والحكومات الأوروبية قد صادقوا خلال أبريل الماضي على خطة للتدخل في شواطئ ليبيا للحد من الهجرة لاسرية، وذلك في أعقاب غرق 800 مهاجر تقريبا الشهر الماضي. وتقوم الممثلة العليا للسياسة الخارجية فدريكا موغيريني بمعالجة قرار التدخل مع الأمم المتحدة ابتداء من يوم الاثنين المقبل.
وأعلنت بعض الدول مثل بريطانيا وإيطاليا واسبانيا استعدادها للمشاركة في ضرب قوارب الهجرة، بمجرد مصادقة البرلمان عليه.
وتتحفظ الصين وروسيا على الطلب الأوروبي بسبب غموضه، ذلك أنه لا يمكن التفريق بين سفن الصيد البحري الليبية وسفن الهجرة، وكيف سيمكن تدمير سفن قريبة من الشواطئ.
في الوقت ذاته، هناك تخوف من أن يسفر القرار عن تورط عسكري جديد للاتحاد الأوروبي في ليبيا خاصة وأن الأوضاع تتميز بتوتر حقيقي منذ سقوط نظام معمر القذافي وغياب للإستقرار.
وقد يحمل القرار نتائج سلبية للغاية على المغرب. وكان المغرب قد استفاد من انتعاش طرق الهجرة السرية من شواطئ ليبيا، حيث بدأ الأفارقة يقصدون هذه الطريق بسبب غياب الحراسة وتراجعت قوارب الهجرة من شمال المغرب نحو اسبانيا. والآن، في ظل التطورات الجارية، ومع عودة الحراسة الحراسة والحل العسكري للقوارب التي تنطلق من شواطئ ليبيا، سيبحث المهاجرون عن طرق أخرى واستعادة الطرق الكلاسيكية للهجرة ومنها شواطئ المغرب نحو اسبانيا.
وتؤكد معطيات تاريخ الهجرة خلال الثلاثة عقود الأخيرة، تراجع خط بحري للهجرة السرية مع ظهور أخرى بديلة، ثم تستعيد الخطوط القديمة نشاطها إذا شهدت البديلة حراسة.